د. خالد سعيد يكتب: أيها الغزاوي ماذا استفدت من الطوفان
يتساءل بعض المخلصين وبعض المغرضين وبعض من قوم آخرين، ماذا استفاد المواطن الغزاوي من معركة الطوفان.
وقبل أن نحاول الإجابة نيابة عن الغزاوي -كما يتساءلون هم نيابة عنه- دعنا نسأل سؤالنا المعجزة:
ماذا استفاد أي مواطن من أي بلد في العالم، بل أي إنسان من محاولة الدفاع عن أرضه وبلده وكرامته «عند من يشعرون بالكرامة طبعاً»!
ماذا استفاد المناضلون في جنوب أفريقيا أو فيتنام أو غيرهم!
وماذا استفاد الجزائريون من حرب التحرير والمقاومة ١٣٠ عاماً، وتقديم مليون ونصف من الشهداء المسلمين!
هل قدمت فلسطين نصف شهداء أي من هذه التجارب، هل كانت قضاياهم أعدل وأحق وأقدس من قضية المسلمين الكبرى!
وهل كانت قوى المستضعفين أبداً مكافئة لقوى المستكبرين، هل كانت ثورة المغلوبين أبداً إلا مغامرة غير محسوبة، هل استردت الحقوق بغير التضحيات العظام، هل سقطت الإمبراطوريات إلا بعد حقب من الثورات والحز في المفصليات!
فأما المخلصون؛ فقوم حريصون على دماء المسلمين وتتقطع قلوبهم حرقة وفرقاً، وتذهل عقولهم وتشيب رؤوسهم هولاً من ذبح طفل مسلم، أو انتهاك امرأة مسلمة، من دم مستباح أو عرض سليب، وتدمر معنوياتهم مشاهد الخراب والدمار، وهي لعمر الله مؤلمة ومدمرة تفت القلب فتاً، وتفري الكبد فرياً.
ولهؤلاء نقول: ليست هذه عقيدتنا ولم تكن أبداً طريقتنا، مذ أنزلت: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً).
وما أردانا إلا حب الدنيا وكراهية الموت كما قال النذير المتجرد من كل هوى إلا الخير لأمته ﷺ.
فلتجعلوا غيرتكم وحرقتكم هذه ناراً تنفثها أمة الإسلام فتحرق أعدائها، ومطارق تقرع رؤوسهم العفنة عسى أن يفيقوا أو ينفُقوا، ولتقاتلوا وتوالوا إخوانكم وتكونوا لهم ظهيراً ونصيراً، (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
وأما بنو الفاعلات من أصحاب الهوى والغرض، بائعي الأرض والعَرض، أبواق أفيخاي وأنصار أدرعاي، فهؤلاء لا نجيبهم إلا إجابة علي الكرار لمرحب، حتى نلقيهم مصير بن الأشرف وحيي بن أخطب.