مقالات

د. خالد سعيد يكتب: إخوة محمد صلاح أقاموا «العوجة»

إن عملية عبور عشرين إلى ثلاثين بطلاً مصرياً من نفس المعبر العوجة/ نيتسانا الذي اقتحمه المجند المصري والشهيد الشاب محمد صلاح في شهر يوليو الماضي؛ هي عملية ذات دلالات هامة بلا شك.

فأن يعبر فرد أو اثنان بأسلحتهما؛ هو مما يمكن تصوره، أما أن تعبر شبه كتيبة صغيرة مسلحة، مدججة مجردة للموت مهيئة؛ من نفس المعبر رغم كل التنسيق والاتفاقات التي أبرمت عبر ستة أشهر، وتعزيز التحصينات وزيادة القوات وتغيير التكتيكات؛ كل هذا لا يمكن أن يتم بسهولة بلا أدنى شك لعاقل.

 ثم إن عبورهم الباسل الشجاع لم يستلهم تجربة محمد صلاح فحسب، بل تعلم من العبور الثاني يوم السابع من أكتوبر المجيد، فيكفي أن يتدربوا ويتسلحوا بما يتيسر، ويكفي أن يدخلوا على أعداء الله الباب، فقاموا وشدوا وكبروا وقاتلوا وقتلوا واشتبكوا وجندلوا.

وما عليهم جناح أن يقال إنهم تجار للمخدرات، وأي تجار من هذا النوع يجرؤون على فعل ذلك والحرب قد أشعلت أوارها وتطاير شررها، لكن لابد للنظام أن يبرر مشاركته في قتلهم والانتقام منهم، ولابد للعدو أن يوهن تلك الروح ويفر منها بتلفيق الأكاذيب!

أما نحن فنقول لهم يا حبذا هذا «الكيف» ونعم المزاج ذاك، وبها ونعمت وعين تلك الكركرة والقعقعة، وأرهج بها من أدخنة تثير النقع وتجندل العدو الباغي، وعلى الباغي تدور الدوائر.

أما كلمتي لإخواني التجار هؤلاء؛ أن ربح البيع وراجت التجارة، ويا ليت لي سهم معكم في تجارتكم، إذاً فأفوز فوزاً عظيماً.

مسح الله عن سمعتكم تلك الأكاذيب، وتقبل جهادكم وصفقتكم، ويا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد ريحها، سيما إن هبت مع ريح البيت المقدس، وحملت عبق عطر أنفاس الرسول.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى