د. خالد سعيد يكتب: الرسالة اللادنية ومفهوم الحق
«لن تنعم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن حتى نعيشه واقعاً في فلسطين»
ترى من الذي استدعى السيد اليماني من غربته الأخيرة، ومن ذا الذي أعاد صوته الأسيف الرقيق للذيوع في ربوع الدنيا، ومن الذي أرق ضميره ذلك النداء الحي، ومن الذي أدهشه ذاك الصنديد الحر.
سمراء جبهته كمحيا العرب، طوال قامته كقومه من أزد شنوءة إذ هو من قحطان العرب، عذب منطقه كمنبعه من وادي العسل بدوعن من أرض اليمن، تخاله صوفياً لتنسكه وتزهده كشوافع تريم، أو تحسبه ضيغماً هزبراً كشباب مأرب، تراه عربيا تراه هزبراً حضرمياً، لم تكسره المحن ولم تزعزعه الخطوب.
صامد هو كصمود محمد ﷺ وأبي بكر في الغار، ضيغم كحمزة في أحد، يموت واقفاً، يموت زائراً، يموت باسلاً، كرار كعلي في خيبر، راسخ كزيد في الجوزجان تقي كيحي في باخمرى، جلد كأحمد في المحنة، بطل كالخزاعي في الثورة.
ينبت من أرض غزة كنبت ربا، يصدع في أرض أمريكا كنافخ القرن، يرف على أجداث الشهداء كحيزوم، يمطر فوق رؤوس المجرمين كالأبابيل، هو رجل من أبطال أمتنا، وأبناء بجدتنا، وفرسان حلبتنا.
قاهر الملاحدة والصليبيين، طالب ثأر أطفال فلسطين.