مقالات

د. خالد سعيد يكتب: الغضب الهادر لاغتيال أبو العبد

ما حدث من تصعيد من دولة الكيان ضد أبرز قادة الحزب في لبنان وأبو العبد في إيران، أجهض موضوع صفقة الأسرى قسرياً وربما بشكل نهائي، فقد وأد احتمال نجاح أية مفاوضات أو صفقات على الأقل في المدى القريب.

العدو يهدف إلى حرق كل شيء لإلغاء أي مكتسبات حقيقية للنضال الغزي، فهو يتبع أساطير الحخاميم ليعيد قصة شمشون، وليس ذلك بتجسيم خسائر الشعب الفلسطيني وأبطاله فحسب، وإنما بإحراق الأوراق التي بين أيديهم كورقة الأسرى.

وكذلك فإنه يريد إظهار الانتصار على عدة دول دفعة واحدة بالإضافة للمجاهدين أنفسهم، لكي يمسح العار الذي كلل وجه الكيان بضربة ٧ أكتوبر الهائلة.

ورئيس وزراء العدو يحمي نفسه سياسياً وقانونياً أيضاً ويحصن وجوده في السلطة، كما يورط أمريكا ويستغل ظرفها السياسي الحساس، وربما يدفع الدولة العميقة لقبول ترامب، والذي قد يغير تشكيلتها العميقة نفسها في أمريكا لو وصل للحكم مرة أخرى.

وأهم نقطة هي استدعاء علامات آخر الزمان والعمل لدفعها وتعجيلها، وهي نقطة فهمتها جيداً من متابعتي لهذا الملف قديماً لفترة، فهو يهيئ الأجواء لظهور الدجال فعلياً، ويظن ألا حماية لدولته إلا بظهور دولة الدجال!

ضربة ٧ أكتوبر في سياق ذلك وفي ضوء الحقائق القرآنية الراسخة لم تكن خطأ في الحقيقة، بل كانت استجابة لأمر (ادخلوا عليهم الباب) نصياً، ولكن لا شيء بلا ثمن بطبيعة الحال.

ويأتي الدور على إخواننا صناع الحدث ومدى قدرتهم على التطوير العسكري والسياسي بما يعكس بوصلة الأحداث ضد مخططات العدو، ويعظم مكتسبات المجاهدين، ويعيد رسم مسار الأحداث من جديد في اتجاه آخر.

فيمكن مثلاً أن يستغل مجاهدو الأرض المباركة ملف الأسرى بالثأر المستحق من العدو بل ودهس نفسيته الشعبية، وهو ما صرح به أبو عبيدة مرة في البدء كمحاولة لدفع العدو للتوقف، ولم يذكرها مرة أخرى وتم تمريرها خوفاً من الأثر السياسي وفقدان التعاطف.

رئيسي وهنية .. كلمة السر أذربيجان

تسريب أنباء عن انطلاق صاروخ الاغتيال للقائد الشهيد أبو العبد رحمه الله من أذربيجان، ولعل في هذا ما يدعم الشكوك حول حادث وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي والذي ربما يكون اغتيالاً أيضاً ولو بالتشويش على أجهزة ملاحة الطائرة الرئاسية أو شيء آخر.

وبهذا يكون المضاعف المشترك الأكبر بين الحادثتين هو «أذربيجان»، وربما يرجع عدم إعلان إيران في حال صحة هذا الرأي؛ لئلا تكون مضطرة -شعبياً وكهيبة دولة- لخوض حرب شاملة ليست في مصلحتها وربما لا تستطيع تحمل كلفتها أيضاً.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى