مقالات

د. خالد سعيد يكتب: انتقادات حقيقية أم أحقاد اجتماعية!

راجت في الآونة الأخيرة حملات انتقاد بلغت حد التشهير ببعض اليوتيوبرز مثل الأخ أمير منير، أو الذين يقدمون الاستشارات التربوية مثل الأخ ياسر ممدوح، ورغم كراهيتي الشديدة للخوض في مثل هذه الأمور إلا أن الأمر استوجب عندي إبداء ملاحظات بسيطة.

الأولى: لم أتابع أحد هذين الأخوين قط، وربما شاهدت دقائق معدودة لأحدهما في مرات متفرقة؛ كانت كافية عندي لعدم الإعجاب بما يقول وربما بالشخص نفسه.

الثانية: لا أرى فيما يعيبونه عليهم؛ كل هذه النكارة وما يدعو للتشنيع بهذه الدرجة، حتى وإن كان خطأ التوقيت وطريقة الترويج قد أدت لاعتقال الأول بعد حالة استياء عامة.

الثالثة: أظن ان هناك حالة من الحقد الاجتماعي مع تضخيم قيمة الأرباح -المتوهمة أو الحقيقية- التي ربما يجنيها الإخوة الذين يقدمون هذه العينة من الخدمات والتي تدور بشكل أساسي حول التنمية البشرية واللايف كوتشينج “والذي منه”.

وهي مادة غير علمية ولا موثقة وقد درستها بنفسي ونلت عدة شهادات متقدمة فيها؛ إحداها معتمدة من جامعة القصيم، ومع ذلك فرأيي فيها أن فوائد هذه الثقافة -إن جاز التعبير- قليلة جداً وفيها مضار نفسية واجتماعية كتبت عنها عدة مرات.

ولكن إذا كان هؤلاء يقدمونها بكامل إرادتهم ويتكسبون منها؛ وليست هي شيئاً متفقاً على حرمته أو سوئه وزيفه وليس فيها شراً محضاً وفساداً ظاهراً؛ كما يرتضيها من يحبون تخدير بعض مشاكلهم وربما يستفيد منها بعض أصحاب المشاكل من أولئك الذين أضنتهم صعوبات الحياة؛ فلا بأس وقد التقت إرادة الكسب عند الطرف الأول مع طلب الحل والعلاج من أصحاب المشاكل.

ويبقى العيب في غياب طرح نفسي وتربوي واجتماعي ينطلق من منطلقاته الشرعية السليمة والواضحة، تكسوه حكمة الخبرة ويعلوه بهاء الوعي.

والله من وراء القصد

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى