د. خالد سعيد يكتب: دعوة إلى التريث في سباق التقديس

في حال وفاة بعض أهل العلم أو المعظمين في الناس؛ يتسابق الجميع في رثاء أولئك الكرام وإظهار مناقبهم وفضائلهم.
وفي زمن وسائل التواصل وسيولة النشر، يتحول ذلك السباق إلى حالة من اللهاث المحموم لإظهار ذلك التقديس وتلك المبالغة، يعلو بعضهم في ذلك على بعض بشكل يشعر معه المرء ان هناك دفعاً وأزاً وراءه للنفخ في حالة الغلو والاطراء المرضية، وتكريس القعود والحالمية والتلذذ بتلك المنقبيات والاستمتاع بالنموذج.
والمفروض ان تتحكم حالة من العقلانية والرشد المستمدة من الشرع؛ بحيث يكون هدفها إيجابياً ودافعاً لإظهار مناقب حقيقية للشخص بعيداً عن التهويلات وإضفاء هالات الغيبية بنشر الأحلام والرؤى، مع التركيز على أمرين أساسيين:
الأول: الحض على الخير والعلم النافع والعمل الصالح بإظهار فضائل أولئك الموقرين في الناس وآثارها.
والثاني: توقير العالم العامل أو فاعل الخير خاصة ذا الشيبة المسلم؛ فذلك من تعظيم الله ﷻ وتوقير دينه ونبيه ﷺ؛ إذ هؤلاء هم الأدلاء عليه.