د. خالد سعيد يكتب: عرس السنوار.. ربح البيع يا يحي
لعلها طشت السماء يوم طش الدم القاني دافئاً طاهراً كدفق الماء، في أول قطرة منه مغفرة كل ذنب منة من الله الشكور.
أمثالك يا سيدي يعشقون القتل في سبيل الله، ومثلك لابد له من هذه الميتة الكريمة، فيذبح ذبح الكبش مظلوماً شهيداً كشهيد يوم العطش، وترضُ أضلاعَك الصارخات والراجمات، أو يعلن موتك ابن بغي من بغايا sهيون اللعينة.
لم يقتلوك في نفق ولم يقصفوك كيفما اتفق، بل لقيتهم بغير درع ولا مغفر، وأثخنت فيهم بكل رام مظفر، فمت ميتة أسامة وأيمن.
فامض يا سيدي بغصتك التي تجرعت في قلبك كما يتجرع المغدور السم؛ لا يؤلمك جرح يبتليك به عدوك، ولا قتل يرديك به فيه عز دهرك؛ لكن شر ما يضنيك ظلم ابن أمك.
فاذهب وذرهم يخوضون في الوحل خزايا محزونين، أولئك الذين لم يخوضوا قتالاً أبداً ولم يقاتلوا معك عدواً، قعدوا فثبطهم الله فكانوا مع القاعدين، وكذبوا فأخزاهم الله وكانوا مع الخاسرين، قالوا فيك ما قال أفيخاي وكوهين حرفاً بحرف، قد تشابهت قلوب الكافرين والمنافقين.
لا أنزلهم الله منزلك الذي نظن، ولا أسكنهم دارك التي بها عليهم نضن، إلى الله فامض وإلى مثوبته فاذهب لتختصم عند الله كل كاذب وخؤون.
اليوم افتضح المنافقون
لقد رد السنوار على المنافقين والمرجفين والذين أوضعوا خلالنا يبغوننا الفتنة، لكنه جاء ردا قاسيا على إخوانه والمجاهدين وأنصارهم، إذ رد بدمه كما فعل من سبقوه على نفس الدرب.
لقد صفعهم صفعته الأخيرة بمنتهى القوة، حين ألقى بشيء كان في يده على الطائرة الكوادكابتر التي كانت تصوره وهو يحتضر، كأنها قتاله الأخير يصدق فيه قول من قال:
فلقد دفعت بكل ما ملكت يدي // وذهبت للمولى الذي رباني
تبكيهم العيون ولا عزاء للمرجفين