مقالات

د. خالد سعيد يكتب: فارجع البصر في الحادثات

الزلازل هي هزة بارتجاج حجارة الأرض التي خُلقِنا منها وتفلجها وتصدعها فيكون بها الهدم والردم والهدة {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}.

والأعاصير والعواصف هي حركة للريح العاتية بقوة على هيئة معينة، فتطير الناس والحجارة ويكون منها الهدم والموت،{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}.

والفيصانات هي قوة وغزارة المياه حتى تغرق وتدمر ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.

والبراكين والحرائق هي شدة حركة النار التي تذيب كل شيء، ومن أمثالها الحجارة المشتعلة {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ }.

وهذه جميعاً هي عناصر الحياة من حولنا ومكونات الخلائق، ومن رحمة الله أن هذه الطوارئ والنوائب؛ لا تدوم على هذه الحال أبد الدهر وإلا ما بقي على وجه الأرض من أثر للحياة والأحياء والعمران والزراعات.

ولكن قدرت حكمة الله أن تكون هذه الخارقات لتثبت طلاقة القدرة في المخلوقات، كما يخلق الله من بين ملايين البشر من هو بلا يدين أو رجلين أو أعمى البصر أو أبكم أو أصم، أو فاقد لعضو من أعضاء جسمه الداخلية.

هي طلاقة في القدرة إذاً لتثبت الأصل، وهو هندسة الخلق على هيئة الاستواء {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ} ، لكنها على إنقاصه أو إعدامه أو إفنائه؛ قادرة مسيطرة {وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}.

كما يستيقن من يرقب حكم الله وحكمته وقدره وقدرته؛ أن هذه العناصر مركبة فيه وفي بقية الكائنات؛ “التراب والماء والهواء والنار” وأنها جميعاً تتقلب بين السواء والتشوه، وكذا طبيعته وطبائع المخلوقات.

وأن القيوم عليها والذي يدبر أمرها جميعاً؛ هو الله وهو يقلبها كيف يشاء وكل يوم هو في شأن سبحانه، فهي جميعاً في قبضته، واستواء حالها أو اعوجاجه بيده سبحانه وتعالي فنواصيها بيده، وانقيادها للعبد أو تقلبها عليه بأمره وتدبيره، فهو الملجأ والموئل وإليه ترجعون.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى