د. خالد سعيد يكتب: لم تمت فقلبها نابض في رفح
بعدما ظنوها ماتت وتوقف قلبها عن الخفقان، إذ به ينبض نبضتين أو ثلاثة، من محمد صلاح إلى إسلام عبد الرازق وعبد الله رمضان، تعلن مصر أن قلبها الأبيض مازال نابضاً بالحياة، ولو كان ضعيفاً واهناً، لكنها توشك أن تنهض وتنفي كل الخونة والمتآمرين، قبل أن تؤدب فلول خيبر وبني النضير.
فوق رمال سيناء التي دفن فيها عشرات الآلاف من جنود ٦٧ وهم أحياء، ومن رديم شهداء الكرامة يوم العبور العظيم لخط برليف في ٧٣، تنطلق نداءات العزة لتحيي أولئك البسطاء، الذين جاؤوا من ريف مصر البعيد شباباً صغاراً، لم تفلح كل محاولات التغييب والتضليل والتطبيع وتجفيف المنابع؛ أن تقتل ضمائرهم الحية، أو تغيب مشاعرهم الرقيقة، كما لم تمح عروبتهم الوطيدة، أو تقطع وشيجة الإسلام من نفوسهم.
أوقفهم الخونة يحرسون الحدود للعدو لا للصديق، لم تتحمل نخوتهم ولم تصمت أسلحتهم، حتى زغردت البنادق في أيديهم، فانطلق صرير الرصاص، في اتجاهه الصحيح، فلم يقتلوا مصرياُ ولا عربياً ولا مسلماً، بل أطلقوا دفعة الغضب نحو عصبة الإجرام التي تذبح أهلهم في رفح ليل نهار.
رأيت والدة أحدهم تودعه صامدة باسلة، أفلحت والله البطون الطاهرة والحجور الطيبة التي أنجبتكم، لتمسحوا عن جباهنا العار، وتستفتحوا بشائر جيل جديد، جاء ليضرب بيد من حديد.
يظن النظام أنكم نماذج تؤكد أنه السد المنيع الذي يحجز عن بني حيي بن أخطب غضبة المائة مليون، ونظن أنكم «طلائع الفتح» وعصائب الأنصار من بني سعد بن معاذ؛ التي ستطيح به وبمن يحميهم طال الزمن أم قصر.