د. خالد سعيد يكتب: ناهد متولي ماذا بعد!
بادرت لنشر الفيديو الذي تعلن فيه ناهد متولي عودتها عن الضلال واعتناقها الإسلام من جديد، على صفحتي الشخصية التي سأضع رابطها في أول تعليق!
ولكنني أجد أنه من المهم أن أشير لملاحظات هامة من وجهة نظري:
السيدة ناهد المرتدة سابقاً أعلنت إسلامها وتوبتها والله أعلم بالسرائر ولسنا عليها بمسيطرين، قال تعالى: (لست عليهم بمسيطر).
ويتوب الله على من تاب وقد قبل ممن هو شر منها توبته وإسلامه، فالحمد لله رباً براً رحيماً جواداً كريماً.
أعلنت السيدة اعتذارها للمسلمين، ولكنها ويا للعجب لم تعلن استغفارها لله ولا ندمها على ما بدر منها في حقه، وربما صرفنا ذلك أنه بينها وبينه -سبحانه- وهو أكرم الأكرمين.
كما لم تعلن اعتذارها لحضرة النبي وجنابه الشريف، وهذا عجيب إلى حد ما، فقد تعرضت بالسوء لكل ما يخص هذا النبي الأكرم ﷺ، وهذا ما لا ينبغي قبوله، فمن أهان عظيماً -ولا أعظم في الخلق منه- وجب عليه أن يعلن اعتذاره ويظهر فضائله الكريمة لا عن حاجة من ذلك العظيم الكريم، ولكن لحاجة المسيء نفسه لذلك.
بل ومن حقنا نحن أتباع هذا النبي وجنده ومعشره ورهطه وعصبته ﷺ؛ أن تعتذر إلينا عما بدر منها في حق من هو أولى بنا من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس جميعاً، بعدما ساءتنا فيه.
المرتد شر من الكافر الأصلي، وفرق بين المرتد في نفسه ريباً في دينه وفتنة من الشيطان، وبين الكشح الخصم الذي يتحول إلى عدو لدود يحاول النيل من دين الله ورموزه؛ كعبد الله ابن أبي السرح الذي ارتد وكان كاتباً للوحي، ثم صار يزعم أنه كان يدس على محمد ﷺ ويكتب غير ما أنزل عليه، وأهدر النبي ﷺ دمه بعد الفتح ولو تعلق بأستار الكعبة وذلك لافترائه وشدة عداوته للإسلام، وإنما قبل ﷺ مبايعته إكراماً لعثمان رضي الله عنه وكان قريباً له، ثم عاتب الصحابة رضي الله عنهم أن لم يبتدره أحدهم فينفذ فيه حكم رسول الله ﷺ وهو القتل.
أتعجب في مثل هذه المواقف ممن يفرحون ويهللون حد النزق؛ لعودة مرتد أو توبة فنانة أو نحو هذه الأمور، وهم عندي أشبه بمشجعي الكرة الذين يفرحون بما لا ناقة لهم فيه ولا جمل وإنما هو مكسب ومنفعة لغيرهم، فالتائب لنفسه إن صدقت توبته، والعائد للحق بعد كفره فلنجاته إن أراد النجاة.
وإنما نفرح فرح المعتدل بنجاة نفس من النار، أنجاها الله بالرسول ﷺ فهي في ثوابه وأجره، ولا نهلل له ولا نقدمه في المحافل ولا نجعله بطلاً ولا نظنه منقذ الإسلام والكنز المفقود الذي لولاه لنقص الدين، بل ينبغي أن يكون مكانه هناك في آخر الصفوف حيث هو دوره.
فلا يستوي من أسلم في أول هذا الأمر وقاتل عليه عمره كله؛ مع من أسلم في آخره بعدما قاتله عمره كله.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل