مقالات

د. خالد سعيد يكتب: نفخ هادئ في الأبواق

أتحدث عن أولئك الذين يسوقون لفكرة «انتصار العدو» لأنه قتل وأصاب ودمر، كما يروجون الوجه الآخر لنفس العملة وهو «هزيمة المقاومة» لخسائرها وخسائر الشعب الفلسطيني التي تفوق بكثير أعداد الأسرى المحررين.

نعم فما ذكرتموه موضوعياً هو صحيح مع الخلاف الشديد في قضية «النصر والهزيمة» لأنها قضية مفاهيمية قيمية وليست معيارية أو قياسية!

ولا شك أن ما جرى في طوفان غزة هو نصف نصر ونصف هزيمة، ولا شك أن الأسرى -وإن كانوا أحياءً أمواتاً- إلا أنهم على قيد الحياة ويرجى منهم على أي حال، بخلاف من فقدانهم شهداء، أو مصابين وجرحى وهؤلاء بعشرات الآلاف.

ولا أظن عاقلاً ينازع في هذا المضمون والجوهر، ولكن هل من العقل أن نظهر الهزيمة ونطمس النصر بزعم التباكي على ضحايانا،

وهل يصح تضييع ما في هذا المُصاب من النصر بعد ما دفعت فيه الأثمان الباهظة؛ وهل يجدر التغاضي عن خسائر العدو الموجعة والمفجعة والهائلة؛ وإن كانت أقل من خسائرنا بكثير!

هل نتناسى مفاهيم النصر الشرعية وهي في كتاب الله لا تتحدث أبداً عن التكافؤ، ولا تتباكى أبداً على المصائب مادامت في سبيل الله، وما بذل فيها الوسع، وما صلحت فيها الغاية!

انتهى النقاش الهادئ:

دع البوق ولا تنفخ فيه للصلاة يا ليشع، فقد كفاك إخوتك من جهلة المسلمين، وتلاميذ أدرعي وكوهين.

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights