مقالات

د. خالد سعيد يكتب: وفاة الشيخ الراشد

بعض الناس يعجز المرء عن ذكر مآثرهم والإشادة بفضائلهم لعظم قدرهم ولوقع المصاب على النفس بفقدهم، ونحن من جيل أدرك بقية الكبار والصالحين من العلماء والدعاة الكبار في مصر والشام والعراق وغيرها.

ومن هؤلاء الأعلام والسادة العلماء الدعاة الشيخ الفقيد محمد أحمد الراشد (عبد المنعم صالح العلي العزي) رحمه الله والذي فجعنا بوفاته اليوم، وهو من أولئك النفر الذين كتب لهم القبول فشاع علمهم في الأمة، وذاع صيتهم في المسلمين، وهو لمن لا يعرفه أحد رموز الإخوان المسلمين بالعراق.

وقد امتاز الأستاذ الشيخ رحمه الله بما يمكنني أن أسميه “الطرح العلمي الممتع” بأسلوبه السهل الممتنع، وتأصيلاته العلمية المنضبطة، الذي يمزج بين حداثة اللفظ العربي المعاصر وتحوراته واللغة الفصيحة الراقية العريقة.

ولا يخلو طرحه الدعوي من فذاذة وإبداع فليس هو ذاك الناقل المقلد، وإنما لا تخلو نقولاته لكلام العلماء من فلسفة خاصة به ورأي يبديه في طيات الطرح دون أن يعدو على النص الأصلي، كما لا تخلو استدلالاته العلمية من الوحي (الكتاب/والسنة) من روح المجتهد ونفس الأصولي الرصين.

وأذكر أنني انتهيت من تلخيص وتهذيب وخدمة كتاب مدارج السالكين لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله غرة رجب ١٤١٦ هجرية، وشاورت فضيلة الشيخ أشرف عبد المنعم -فك الله أسره- في طباعته آنذاك؛ وكان من رأيه ألا أفعل وأن نكتفي بإفادة الإخوة به في التوجيه الدعوي؛ احتراماً واكتفاءً بما وفق الله إليه حضرة الشيخ الراشد رحمه الله.

اللهم ارحم عبدك الراشد واحشره مع الراشدين

د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights