مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: أدبنا العربي الأصيل وحاجتنا إليه

في صفحات أدبنا العربي الأصيل من دروس مكارم الأخلاق ورفيع الخصال وسويّ الطِّباع ومحاسن الفعال وملامح السؤدد وركائز الحضارة الشيء الكثير.

ولا تستغنى المجتمعات أبدًا عن دراسة أدبها الأصيل وديمومة الاتصال به والنظر فيه، والاغتراف من معينه، والتَّخلق بما فيه من أخلاق عالية، والاتصاف بأفضل الصفات الواردة فيه.

وأدبنا العربي الأصيل -دون غيره من الأدب- له ما يميّزه، ويرفع من شأنه، ويجعله في أعلى مراتب الآداب، ومن اطلع على الآداب الأجنبية؛ قديمها وحديثها أدرك ذلك.

فلا الأدب الإغريقي، ولا الروماني، ولا الروسي، ولا الغربي الحديث بأنواعه، يرقى منها شيء إلى مكانة أدبنا العربي الأصيل؛ ثبوتًا وصحة نقل ووضوح عبارة واستقامة منهج.

ولا يحق لمجتمعاتنا العربية أن تقطع صلتها بأدبنا العربي الأصيل، ولا أن تقلل من شأنه، ولا أن تدعو لتركه وإهماله؛ فإن شبابنا في أمَسّ الحاجة إليه، وإني لأحسب أن حاجتنا للأدب والعلوم الإنسانية مثل حاجتنا للعلوم التجريبية أو أشد.

وإن حاجتنا لكليات الآداب والعلوم الإنسانية لا تقل بحال من الأحوال عن حاجتنا لكليات العلوم التجريبية؛ فالعلوم الإنسانية تبني الإنسان نفسه، والعلوم التجريبية تقيم له الحياة وتبني له ما حوله من حاجات، وليس هناك عاقل يهتم بما يخدم الإنسان على حساب ما يقيمه هو ويبنيه.

وإننا إن قطعنا الصلة بأدبنا الأصيل -لا قدّر الله- واكتفينا بما يقع تحت أيدينا من معارف وآداب غربية كيفما اتفق؛ فعلى الدنيا السلام، وانتظر -عندها- منتوجًا مشوهًا من أجيال شبابنا، وها أنتم ترون بأم أعينكم ما بدا للعيان من نماذج يندى لها الجبين وتبكي لها العيون دمًا، والله من وراء القصد محيط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights