د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: أقاربنا في آية من القرآن
بالأمس؛ سألني سائل قبل أن تطلع الشمس يقول: هو ينفع تبقى صلة الأقارب بالتليفون وخلاص؟
وفي مساء ذلك اليوم نفسه وقبل أن تغرب شمسه قال لي آخر: بنت خالة زوجتي مؤذية جدا؛ وأنا بامنع زوجتي إنها تصلها أو تتعامل معاها! هل ده حرام؟
إي والله هكذا.. في يوم واحد.. وكل واحد منهما من محافظة، ولا يعرف أحدهما الآخر..
وكنت قلت للأول: انتبه أن الأقارب أو الأقربين جاء ذكرهم في الترتيب بعد الوالدين مباشرة في الآية؛ ومطلوب نحسن لهم بعد الوالدين؛ لأنهم أصلا من طرف الوالدين، أقاربنا سواء كانوا أخوالا أو عمومة..
قال: مش فاهم..
قلت: في قول الله تعالى: (وبالوالدين إحسانا وذي القربى)..
فالترتيب هكذا:
– عبادة الله وعدم الشرك به
– الإحسان للوالدين
– الإحسان للأقارب
– الإحسان لليتامى
– الإحسان للمساكين
– القول الحسن مع الناس عامة
وهو المنصوص عليه في الآية٨٣ من سورة البقرة: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
والأقارب -بعد الوالدين- من وجهة نظري، وهو أمر اجتهادي، أقدم فيه قرابة الإناث على الذكور مطلقا؛ تبعا لعظم حق الأم على الأب، هكذا:
– البنات والأبناء
– الزوجات والأزواج
– الأخوات والإخوة
– الجدات والجدود
– الخالات والعمات
– الأخوال والأعمام
– بنات الأخوات والإخوة وما تفرع عنهم
– أبناء الأخوات والإخوة وما تفرع عنهم
– بنات الخالات وبنات العمات
– بنات الأخوال وبنات الأعمام
– أبناء الخالات وأبناء العمات
– أبناء الأخوال وأبناء الأعمام
– بنات بنَات الخالات والعمات
– بنات بنَات الأخوال والأعمام
– أبناء أبنَاء الخالات والعمات
– أبناء أبنَاء الأخوال والأعمام
– وهكذا..
ثم اليتامي من الأقارب بالترتيب الذي تقدم.. ثم اليتامى بالجوار الأقرب فالأقرب، وهكذا..
ثم المساكين من الأقارب بالترتيب الذي تقدم.. ثم المساكين بالجوار؛ الأقرب فالأقرب، وهكذا..
ثم عامة المسلمين الأقرب فالأقرب بالجوار، والأطوع لله فيما يبدو لنا ويظهر من العمل لا القول، وهكذا..
ثم غير المسلمين بالجوار الأقرب فالأقرب، والأرجى له الهداية منهم فالأرجى.. وهكذا..
وإنما يقيمك على هذا الأمر وذلك الإحسان الصلاة والزكاة، والحذر من التولي عن أمر الله والإعراض عنه؛ وارجع الآن واقرأ الآية لآخرها: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ)..
هزّ صاحبي رأسه، وقال: سبحان الله.. يعني مينفعش بالتليفون بس، مش معقول يكون ده إحسان؟ قلت: نعم..
وفي المساء أعدت الكلام نفسه على صاحب السؤال الثاني؛ فقال: يا خبر أبيض؛ هاسيبها تكلم بنت خالتها براحتها، والثانية بقى منها لله وخلاص.. يا خبر..
قلت: تمام..
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يرضيه، وأن يشرح صدورنا لفهم كتابه.