د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: استمسكوا بثوابت دينكم، يرحمكم الله!
في هذه الفترة الأخيرة كثرت مراسلات بعض الفضلاء يسألونني عن رأيي في الآية الكريمة ٦٢ من سورة البقرة، والآية الكريمة ١٧ من سورة الحجّ؛ وكان آخرهم أستاذنا د. محمود خليل ومشافهة منذ أيام من أخي عبد الحميد الزواوي وكنت أتعجّب لماذا هذه الآيات بالذات في هذه الأيام؟ إلى أن عرفت السّبب؛ وإذا عُرف السبب بطل العجب.
يبدو أن ثوابت الدين هي المستهدفة هذه الفترة، وليس كما كنا سابقا، يبدو لي أن هذا أمر يُبيّت بليل -وأظنه أصبح في وضح النهار- لتغييب العقول وتخريب الأفهام وتغيير ثوابت الإسلام! وإلّا فما الذي يجعل ثلاثة من مشاهير الشيوخ في الإعلام المصري وعند العامة يتفقون على الجواب بنفس الإجابات مستشهدين بنفس الآيات؟
نفس هذه الآيات استشهد بها الشيوخ الثلاثة في إجاباتهم على سؤال مفتعل لا طائل من ورائه أصلًا؛ فأهل كل ملة يرون أن من ليس معهم في ما يعتقدونه فهم خارج الملكوت ومن أهل النار! إي والله؛ حتى البوذيين وعبدة البقر أنت عندهم كافر مارق، بَلْهَ أهل الكتاب.
والشيوخ الثلاثة في ظني أنهم يعرفون الحقيقة، ويعرفون أن هذه الآيات التي يستشهدون بها من الآيات المتشابهات التي يجب حملها على الآيات المحكمات؛ مثل: (إن الدين عند الله الإسلام) (ومن يبتغِ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه).
فخلاصة ما عليه المسلمون من زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى زمننا هذا؛ أن كل من سمع بالإسلام ونبي الإسلام والقرآن، وبلغه ذلك بطريق كاف ولم يدخل فيه فهو كافر مخلّد في النار؛ وذلك واضح من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت الصحيح الذي يقول فيه: (والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أهل النار).
فالمجوس واليهود والنصارى والذين أشركوا وغير ذلكم إذا آمنوا برسالة الإسلام فصدقوا ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وعملوا بمقتضى سنته وبما في القرآن فهم مسلمون ويدخلون الجنة بما يكونون عليه من الإيمان والعمل الصالح ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فاستمسكوا رحمكم الله بثوابت دينكم، ولا يلبسنّ عليكم أحدٌ دينَكم ولا يشوشنّ عليكم أحدٌ فكرَكم ولا يَبقيَنّ في نفوسكم شيء مما أراده هؤلاء هداهم الله ورفع عن المسلمين شرهم. آمين.