مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: العلو والإفساد في الأرض

في قول الحق جلّ وعلا: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين) الآية: ٨٣ من سورة القصص؛ انتبه -رعاك الله- لأمور خمسة:

– أولها: انظر كيف قدّم الحق جل وعلا (العلو) على (الفساد) في الآية الكريمة لخطورته على من يريده..

– وثانيها: انظر كيف أخرج الحق سبحانه وتعالى كلا الفريقين -مريدي العلو والفساد- من زمرة المتقين، في تلميح جميل وبكل برفق؛ يلاحظ ذلك من له قلب! فالعاقبة لغيرهم؛ وهم المتقون.

– وثالثها: انظر كيف ألمحت الآية الكريمة إلى فشلهم في تحقيق شيء من العلو والإفساد في الأرض؛ وذلك بذكر لفظ (يريدون) ولم يقل الحق جل وعلا: (لا يعلون) أو: (لا يفسدون)! فالمحصلة مجرد إرادة للعلو والفساد في الأرض!

– ورابعها: انظر كيف أن شأن النيّة خطير، وأنها أساس العمل من خير أو شر، وبناء عليها تترتب النتائج في الدنيا والآخرة! وذلك في قول الحق جل وعلا (يريدون).. خابوا في الآخرة بمجرد نيتهم في العلو والإفساد وإن لم يتحقق منهما شيء!

– وخامسها حسنة جميلة: انظر كيف حقّر الحق جلا وعلا في الآية من شأن الدنيا التي يكون فيها إرادة العلو والفساد؛ فلم يذكرها، وكيف رفع من شأن الآخرة فبدأ بها الآية الكريمة (تلك الدار الآخرة).. وأسماها الدار؛ دار المقام في جنة أو نار أبد الآباد..

فسبحان من هذا كلامه؛ وجل شأن الله العليم الحكيم.. ونعوذ بالله أن نكون منهم ونسأله تعالى العفو والعافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights