د. سامي خاطر يكتب: النظام الإيراني يُخادع الغرب والمجتمع الدولي
الخداع طبيعةٌ أقام بها ملالي إيران نظام حكمهم واستمروا بها كعقيدة يناورون بها داخليا وخارجيا لحماية سلطانهم، وعززوها في الداخل بالدم والقمع والاضطهاد والنهب والاستبداد حتى تمرست عليها كافة أجيال المجتمع وسقط زيفهم وخداعهم ولم يستمع إليهم الشعب ولا يرغب بهم جملةً وتفصيلا ولا يتعاطى مع مشاريعهم وتوجهاتهم الخارجية واستدل على ذلك بشعار الشعب المنتفض الذي هتفوا فيه بـ لا غزة ولا لبنان روحي فداءا لإيران؛ عندها فهم الملالي الدرس ولم يجدوا خيارا لتعزيز توجهاتهم الخارجية سوى اللجوء إلى الاعتماد على اللاجئين الأفغان المقيمين منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الميلادي الماضي في إيران تحت جحيم ظلم وظلام واستعباد واستغلال الملالي وقد مات جيلهم الأول في إيران وبلغ الجيل الثاني المشيب وأصبح الجيل الثالث شاباً في ذلك الجحيم بدون مستقبل ولا كرامة ولا كفافٍ معيشي، ومن هذا المنطلق كان من السهل مساومة نظام الملالي لشبابهم على العمل العسكري الإرهابي كمرتزقة بأجور مجزية في العراق وسوريا مقابل إعادة توطين الخط الولائي الأول منهم في العراق والخط الثاني في سوريا وهذا ما جرى ويجري حتى الآن؛ ولم تعد لدى الملالي من أجل الاستمرار في الحكم سوى وسيلة القمع والقتل والتعذيب والترغيب والترهيب وقليلا ما يجدي ترغيبهم فقد سئم الجميع من فعالهم وهذه صورة من صور حال النظام، ويواصل نظام طهران السعي للقضاء على المعارضين في جميع أنحاء العالم، ولا يدخر وسعاً في محاولة سحق المعارضة، وبهذا الصدد لا تقوم الحكومات بواجباتها القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل مساعدة الشعب الإيراني وشعوب دول المنطقة الذين يعانون أيضا الويلات من نظام الملالي المُعتدي على بلدانهم والمُقوض للحريات والحياة السياسية الرشيدة فيها.
الملالي يخادعون الله ورسوله
مخادعة الملالي لله ورسوله لا نحتاج إلى إثباتها فالله رحمنٌ رحيمٌ حكمٌ عدل ورسالته واضحة جلية، ورسوله خير البرية أخلاقاً وإنسانية ولم تتوفر فيهم الخصال التي أمر الله بها ولا خصال رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين، وتجرد الملالي من كل محاسن الإسلام وفعلوا كل محظور من أجل السلطة، ونهبوا البلاد والعباد ونشروا الفساد سواء بفعلهم أو بتغاضيهم عنه، وأوصلوا البعض إلى الإلحاد بظلمهم وطغيانهم، ولم يحدث ذلك في إيران فحسب بل في كل مكان تنفذوا فيه كالعراق وسوريا واليمن وتحول الملالي في إيران وتلك البلدان من وعاظ للسلاطين إلى السلاطين أنفسهم فأصبحوا هم السلاطين والوعاظ والقضاة والجلادون، ومن يرد أن يتثبت من ذلك فليرصد الأوضاع الاجتماعية في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
خادع الملالي الله ورسوله بفتاوى الباطل والخروج عن قيم وأخلاق وحقيقة الإسلام.. الإسلام الذي حولوه إلى سلوكيات مهينة للإنسان الذي كرمه الله العزيز الكريم. ففي إسلام الملالي يُقام حد الحِرابة على أطباء ومهندسين ومعلمين ومحامين وعمال كادحين تنحصر تهمتهم في معارضة السلطان، وهذه جريمة لا تستوجب القتل ولا ينطبق عليها حد الحِرابة.
الملالي يخادعون النظام العالمي
وقف وزير خارجية الملالي على منصة مجلس حقوق الإنسان فكذب وأملى على النظام العالمي ما يجب أن يكون، وبعد فترة ليست ببعيدة كشف نظام الملالي كذبه وزيف شعاراته علانية حيث عادت دوريات الإرشاد الفاشية للقمع والإستهتار من جديد وتصاعدت موجات القتل الحكومي تحت مسمى الإعدام، والقمع في أوجه وفساد القضاء والسلطة؛ حدث ولاحرج.
خارجياً.. يُدرك نظام الملالي بقرب ساعته ساعة السقوط والمحاكمات لذلك صعَّد من حبال خداعه في المنطقة العربية من مؤتمرات عقدوها في الظاهر لأجل العراق بحضور فرنسا وشخصيات أوروبية مرموقة ووزير خارجية الملالي والسعودية وحضرتها دول عربية أخرى، وفي الواقع كانت مؤتمرات لصناعة مخارج للملالي ولأوروبا؛ فاستثمارات شركات فرنسية بالمليارات في العراق وإيران ليست أمراً يمكن عبوره دون تفسير خاصة في حقبة ماكرون المتعثرة.
انطلقت المؤامرات ضد المقاومة الإيرانية من الشرق الأوسط وبداية من حواشي تلك المؤتمرات ووصلت لأشرف في ألبانيا وللمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس، وهنا يُعيد التاريخ نفسه ويُذكرنا بالسحر الذي صنعه خاتمي في حينه حتى كاد أن يُلبس الغرب عمامة بيضاء وعباءة. ولم يبقى سوى أن يصعد بعض سلاطين الغرب المنبر ويهتفوا باسم الملالي وبعدها لا غرابة فيما حدث ضد المقاومة الإيرانية التي سرعان ما كسرت وحطمت كل المؤامرات من خلال القضاء العادل..
واليوم يحاول الملالي إعادة الكرة من أجل تشويه المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق بقصد القضاء عليها وعلى الانتفاضة الوطنية الإيرانية بتعاون غربي دون الاكتراث لدماء الأبرياء التي تُراق على أرضية الشوارع أو في غياهب السجون وفي مقاصل الإعدامات.
یسعى النظام الإيراني إلى خداع العالم وأيهامه بأن المحتجين في شوارع إيران يرغبون في العودة إلى دكتاتورية الشاه، بيد أنهم فشلوا في خداع الناس بهذه الأكاذيب، وهنا يجب على الشعب الإيراني أن يقيل إبراهيم رئيسي من منصبه ويحاكمه ونظامه على ما ارتكبوه من جرائم، والأنكي من ذلك هو أن نظام الملالي يروج لعدم وجود بديل، على الرغم من وجود بديل منظم يحظى بدعم شعبي وهو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي يناقض النظام نفسه في كل دقيقة بشأنها فتارة لا يوجد والمنظمة والمقاومة غير وتارة يقيم المجازر، وتارة يسعى إلى إبادة المنظمة في طهران والعراق، وتارة يقيم الدنيا ويقعدها ويخطف الرهائن للمساومة وتارة يُعلن الحرب على الغرب وينعتهم بأبشع الصفات، وتارة يرتمي في أحضانهم وفي نفس الوقت يصفهم بالخضوع له والامتثال لأوامره وسعيهم للتقرب إليه طلباً لرضاه.. وتارة أخرى يريد محاكمة قيادة المنظمة ويطالب بتسليمهم!! فإن لم يكونوا بديلا يرعبه فلماذا كل هذا النعيق الهستيري وكل هذا الظلم والبغي والدم المسفوك زورا وبهتانا، لا يمكن لعاقل منصف إلا أن يصف واقع حال نظام الملالي بسلوك ونهج إجرامي مضطرب متخبط لمجموعة من مراكز القوى التي لا يمكن أن تعبر عن وجود دولة أو حكومة مؤسساتية ولا ينم عن بصيرة أو رشد أبداً، وتتسع رقعة عربدة هذا النظام هنا في الشرق الأوسط وفي داخل إيران وهناك في أوروبا إذ يلوي أذرعتهم ويساومهم ويخضعهم على حد قوله.. ولكن ليس للحق وإنما يخضعهم لمؤامراته ومخططاته الإجرامية.
ونتساءل بالنهاية بعدما أحط الملالي من قدر الغرب وأظهروهم بمظهر المتواطئ معهم: ألم يعي الغرب الدرس ويستفيد من كل هذه التجارب؟ هل سيحترم الغرب قوانينه وقيمه الحضارية التي يدعي بها أم سيستجيب كعادته لملالي الظلام ومغرياتهم على حساب القوانين والقيم الحضارية وعلى حساب الشعب الإيراني المظلوم وشعوب المنطقة؟ الأيام كفيلة بالإجابة على ذلك!
من المؤكد أننا سنصحو على كارثةٍ في يومٍ ما على يد نظام الملالي الطائش إن استمرت سياسة المهادنة والاسترضاء هذه خطوة واحدة بعد.
د. سامي خاطر/ أكاديمي واستاذ جامعي