الجمعة سبتمبر 27, 2024
مقالات

د. سعيد إسماعيل يكتب: عملاقا فكر، ندمت أن قابلتهما؟!

 هناك قول عربي مأثور: سمعك بالمعيدي خير من أن تراه، وهو ما ينطبق على هاتين الواقعتين:

 ففي أول الستينياتِ، كنت في زيارة لمعيد زميلنا في فلسفة آداب عين شمس، هو الراحل «محمود رجب»، حيث كانت زوجتي تدرس بقسم علم النفس.

 كان رئيس قسم الفلسفة هو الدكتور عبد الرحمن بدوي، الذي لا أجد حاجة في الإشارة إلى عبقريته وتفرده بين معظم، إن لم يكن، كل من علّموا الفلسفة واشتغلوا بها في الوطن العربي.

 وقلت لنفسي: لابد أن أنتهز الفرصة لمقابلته، فطلبت من محمود رجب أن يقدمني إليه، وفوجئت بمحمود ينصحني ألا أفعل ذلك، وتصورت أنه يمزح، فألححت..

 أخذني محمود إلى مكتب الدكتور بدوي، وقدمني إليه، فإذا بمفكرنا الكبير، يمد يده بتراخ واستعلاء واضحين، دون أن ينظر إلىّ، أو يظهر ترحيبا، أو دعوة إلى جلوس، فضلا عن عبوس واضح..

 ولعنت تلك اللحظة..

 وعندما ظهر لي مع الدكتور سعد مرسى أول كتاب عن تاريخ التربية والتعليم في مصر سنة 1971، عن عالم الكتب، ورحت آخذ بعض النسخ، فوجئت بوجود العبقري الدكتور جمال حمدان، حيث كان عالم الكتب هو ناشر موسوعته (شخصية مصر)، فسارعت إلى إهدائه نسخة من كتابنا، فإذا به يعتذر، ولا يقبل الهدية، مبررا ذلك بأن قبوله لها يعنى أن يهديني هو كذلك كتابا له، وبذلك تنشأ علاقة بيننا، وهو لا يريد علاقة مع أحد؟!!

 وندمت أن رأيته، وندمت أن حاولت إهداءه كتابنا..

 ولله في خلقه شجون؟!

Please follow and like us:
د. سعيد إسماعيل علي
خبير وكاتب مصري في المجال النفسي والتربوي،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب