د. صالح الرقب يكتب: الرباط في المسجد الأقصى
الرباط في المسجد الأقصى كنز عظيم فهنيئاً لمن حصله
أهلنا المرابطون في المسجد الأقصى في رمضان جمعوا بين عدة عبادات أعلاها الرباط في سبيل الله، بالإضافة إلى الصلاة المكتوبة وصلاة النوافل، ومضاعفة الأجر عليها في المسجد الأقصى إلى خمسمائة صلاة وصيام شهر رمضان وقيام لياليه وما فيهما من مضاعفة الأجور، مع ذكر الله والتسبيح وقراءة القرآن الكريم.
فهنيئا لهم أن اختارهم الله واصطفافهم بهذه المنزلة العظيمة.. فالرباط عبادةٌ مُمتدَّةُ الأثر، عظيمةُ المنزلة، وقد نقلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية في فضلِ المُرابَطةِ في سبيل الله الاتفاقَ بين أئمةِ الإسلام عل أنها أفضلُ من المُجاورةِ بالمسجِد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصَى.
فكيف بمن رابطَ لأجل حماية هذه المُقدَّسات، وحِراسة أراضِيها، ورعايةِ قاصِديها؟ ومما ورد في فضل الرباط ما رواه سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ رواهُ مسلمٌ.
وعَنْ فضَالةَ بن عُبيد رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَملِهِ إلاَّ المُرابِطَ فِي سَبيلِ اللَّهِ، فَإنَّهُ يُنَمَّي لهُ عَمَلُهُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ، ويُؤمَّنُ من فِتْنةِ القَبرِ رواه أَبُو داودَ والترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وَعنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ يقُولُ: رباطُ يَوْمٍ فِي سبيلِ اللَّه خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سواهُ مِنَ المَنازلِ. رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسن صَحيحٌ.