مقالات

د. صالح النعامي يكتب: العملية العسكرية في جنين وذاكرة الغزاة القصيرة

تهدف العملية العسكرية الواسعة التي شنها جيش الاحتلال الليلة في جنين ومخيمها إلى تحقيق أهداف تكتيكية، تتمثل في تفكيك بنى المقاومة التنظيمية والمس بالقوى البشرية التي تشكل قطاعاتها، واستهداف المرافق التي تؤمن تعاظم قوتها العسكرية. يشارك في تنفيذ العملية جميع الوحدات الخاصة المنضوية في إطار “لواء الكوماندو”، بالإضافة إلى القوى الخاصة في الشرطة وسلاح الجو وتعتمد على التغطية الاستخبارية التي يوفرها جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” وشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”.

العملية نفذت تحت ضغط قوى اليمين الديني داخل الحكومة الصهيونية، وقادة المستوطنين اليهود في الضفة، فضلا عن أنها تخدم مصالح نتنياهو الشخصية، حيث أنه معني بحدث يسمح بتغليب الأجندة الأمنية داخل الجدل الإسرائيلي على حساب النقاش حول التعديلات القضائية، التي أضعفت شعبيته وشعبية حزبه الليكود.

مستقبل العملية يتوقف على طابع الخسائر التي قد يتكبدها الاحتلال وما يمكن أن تتعرض له المقاومة، فضلا عن تأثير لدور الفعل المقاوم في مناطق أخرى داخل الضفة الغربية، إلى جانب أن إسرائيل تتحسب لردة فعل من غزة ومن ساحات خارج فلسطين.

قبل 21 عاما دمر الاحتلال مخيم جنين في عملية واسعة بحجة القضاء على بنى المقاومة، وها هو يعيد الكرة مجددا ليواجه الجيل الجديد الذي بات أشد بأسا وأكثر قوة.

لكن ذاكرة الغزاة القصيرة تحول بينهم وبين استخلاص العبر.

د. صالح النعامي

صحفي فلسطيني، باحث في الشأن الإسرائيلي، دكتوراة في العلوم السياسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى