د. طارق أبو غزالة يكتب: حلم أم كابوس؟
سؤال أسأله كلما جلست مع سوري:
هل ما زلت تشعر وكأنك في حلم، فأنا ما زلت أشعر أنني في حلم طويل جميل لا أريد أن أصحو منه؟
والإجابة دوماً: نعم هذا هو شعوري. وإحساسي أننا نحلم ونخاف الصحو.
ثم بدأت أفكر إذا كان هذا شعورنا فهل هو نفس شعور الذين والَوا الأسد أو شبحوا له أو ارتكبوا باسمه الجرائم؟
هل يشعر أولئك أنهم أيضاً في كابوس طويل لكنهم يريدون أن ينتهي فيصحوا على وضعهم السابق فيرون أن بشار الأسد ما زال في قصره يأمر وينهى وزبانيته ينفذون أوامره بدءاً من كلمة “اخرس ولا حيوان” إلى “القتل بالذبح” مروراً بالاغتصاب والاعتقال والتشبيح والتعذيب وغيره مما انكشف في الاسابيع الماضية خلال حلمنا الذي لا نريد الإفاقة منه.
ساورني إذاً هذا السؤال كثيرا خاصة مع ارتفاع نسبة القلاقل التي بدأت في نواحٍ متفرقة من سوريا.
ثم تيقنت من الإجابة حين بدأت بعض الصفحات الموالية تتناقل أخباراً مفادها أن روسيا على وشك التدخل وإيران تستعد لدخول سوريا وأن ماهر الأسد يستعد لإصدار بيانٍ بشكل آني!
عندها أيقنت أن أولئك أيضاً يحلمون عكس حلمنا لكن حلمهم كابوس!
فالمنكسر يحلم بعد الانكسار أن بطله لا بدّ عائد لإنقاذه.
هذا كان حال كثير من العراقيين بعد انكسار صدام وجيشه وهذا كان حال المسلمين في الأندلس بعد مقتل موسى بن أبي غسان وغرقه في النهر فانتشرت الاشاعات انه يستعد للعودة لتحرير غرناطة.
بل كان هذا حال المسلمين حين وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فظن بعض الصحابة أنه لم يمت إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب للقاء الله.
إن حوادث التاريخ الكبرى تترك في الإنسان شعوراً بعدم التصديق سلباً أو إيجاباً.
لماذا كتبت ما كتبت؟
لنصحو جميعاً. فالحلم الجميل الذي نظن أننا نحلمه هو الحقيقة.
والكابوس الذي تحلمون أنه كابوس أيضا حقيقة.
لن يعود بشار ولا ماهر ولا إيران بإذن الله فسنة الله نفذت ومضت. واستبدل قوماً بقوم.
اللهم لا تجعلنا أمثالهم. واجعلنا رحمة لعبادك أجمعين.