د. طالب عبد الجبار الدغيم يكتب: لا تتركوا جبل الرماة
الحمد لله الذي أكرم الشعب السوري بنصرٍ عظيم، وأطاح بالدكتاتور بشار الأسد وعصاباته المجرمة.
وفي خضم أجواء الفرح الشعبي، والمبادرات الأهلية والشبابية التطوعية التي تبعث الأمل من جديد،
وكذلك دور القيادة الثورية في دمشق في إعادة الخدمات الأساسية، تبرز أمامنا مسؤولية كبرى لا تقل أهمية عن إسقاط الأسد ذاته:
(حراسة الثورة: أن نبقى يقظين وحذرين من مكائد الثورة المضادة، وأبواق النظام الساقط التي تسعى لتشويه الثورة وقيمها، وتحاول شيطنة المنتصرين).
وإن المهمة لم تنتهِ، والثورة لم تُكمل مسيرتها بعد. وحماية المكتسبات الثورية تتطلب وعياً عميقاً،
وإصراراً على تحقيق الانتقال السياسي، وبخطوات ثابتة نحو دولة الحرية والعدالة، والمواطنة الحقيقية.
وأرى أن من الأمور المهمة حالياً:
1- تشكيل فرق إعلامية واعية للتصدي لتضليل الثورة المضادة، وكشف الأكاذيب التي يتم نسجها ضد أبناء الثورة محلياً وعربياً ودولياً.
2- توعية الناس لتجنب الخطابات العنصرية والمناطقية المتشنجة، والتمسك بقيم الثورة في إرساء مبادئ الإحسان والعدالة والحرية، وتحقيق الإعمار والتنمية.
3- توثيق الجرائم والانتهاكات التي قام بها الأسد ونظامه الإجرامي، ونشر الحقائق المؤلمة عن المقابر الجماعية والمجازر المروعة،
وتسجيل شهادات المعتقلين والسجانين لتكون شاهداً أمام العالم، ليتم إعادته، ومحاكمته هو وأركان النظام الهاربين.
4- محاسبة المتورطين في الجرائم عبر لجان محاسبة عادلة.
5- دعوة القيادة الوطنية في دمشق، والثوار في سورية لتوحيد الخطاب الإعلامي،
ووجود متحدث رسمي باسم المرحلة الانتقالية، والاعتماد على الكفاءات والخبرات لإدارة المرحلة القادمة.
الثورة السورية ليست مجرد حدثٍ عابر، بل تمثل حركة تحرر وطني، وهي مسؤولية تاريخية ألقاها الشهداء والأحرار على عاتقنا.
فإما أن نصونها بعقلانية وحكمة وإصرار، وإما أن تضيع أمام أعيننا. فالطريق طويل، لكن الأمل بالله تعالى، وبجهودنا جميعاً،
وسنبلغ الغاية التي ضحّى من أجلها ملايين السوريين إن شاء الله ..
عاشت سورية حرة
د. طالب عبد الجبار الدغيم
كاتب وباحث سوري