الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

د. عبد الرحمن بشير يكتب: الوصايا العشر لاستقبال رمضان

 ١ – تعلّم علما نافعا، وتدرّب تدريبا ناجحا، فالفوز مرتبط بالعلم الدائم، والتدريب المستمر، وعش لأجل الأفكار، وخض التجارب بكل شجاعة، ولا تعش على أكتاف الناس، وكن ذَا رأي مستقل في الحياة، ولا تفكر في ماذا يقول الآخرون عنك؟

٢ – تزوج إنسانا، ولا تتزوج بهيمة، واختر من النساء رفيقة حياتك، وليست خادمتك، ولا تفكر في فخدها فقط لأجل الإنجاب، بل انطر في عقلها وقيمها، لأنك تعيش معها كانسان، وليست كمتعة، وإن كنت سيدة، فتزوجي إنسانا، وليس فحلا فقط، لأنك تعيشين معه في السكن كإنسان له أدوار مختلفة في الحياة، وليس كمزارع فقط.

٣ – شارك في عمل جماعي، ولكن بدون أن تفقد عقلك، فالعمل الجماعي ضرورة، والعمل الفردي إبداع، فلا يستغنى أحدهما عن الآخر، والشعوب الحية تفهم هذه المعادلة، فلا تستعبد الأفراد لأجل العمل الجماعي، ولا يفقد الفرد ذاته في العمل العام.

٤ – ضع لنفسك أهدافا ممكنة التحقق، ولكنها يجب أن تكون كبيرة، ولا تسرق من الناس نتائج عقولهم، ولا برامجهم، ولكن يمكن الاستفادة منهم كتجربة ملهمة، والخطورة تكمن في أن تفقد شخصيتك في التقليد، وكم من البشر فقدوا ذواتهم في مشاريع الآخرين.

٥ – عليك بتوسيع الاهتمامات، فالشخص الذي يوسّع اهتماماته يعمل في مجال عدة، ويبدع في مجالات مختلفة، ولكن لا تنس التركيز، فالتركيز مهم، ان كنت مهتما بقضايا الفكر، فعليك أن تركز الفلسفة ورموزها، والفقه ورجالاته، والفكر وشخصياته، والحياة ومحطاتها، فلا تعش في داخل جدران مغلقة.

٦ – لا تنس ثلاثة أشياء تجعلك سعيدا في الحياة، ومتوازنا بشكل فعال، الصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء مع الذكر، وتذكر ثلاثة أمور تجعلك بشكل مبهرا وذكيا، القراءة المنهجية، والتواصل مع العقول الذكية، والتفكير الإبداعي، وتجاوز ثلاثة أشياء تحبطك، التفكير في أعمال الناس، والحديث عن الفشل دائما، والبحث عن نقائص الأصحاب.

٧ – اجعل الكتاب صديقا خالصا لك، وعش مع أهل الفكر في تأملاتهم قبل سطور كتبهم، وتواصل مع الفقراء والمعدمين لتكون إنسانا، ولا تفكر نيابة عن الآخرين، ولكن قدّم خلاصة تفكيرك للناس، حينها تجد أنواعا وأنماطًا من الناس، منهم من يرفض، وهذا حقه، ومنهم من ينتقد، وهذا طبيعي، ومنهم من يقبل، وهذا من قوة اقناعك، ومنهم من لا يهتم بما تكتب، لأنه ليس من معدنك، فالناس معادن.

٨ – انظر دوما إلى الأمام، فلا تكن كالثعلب الذي يكثر الالتفاتات، فإنه لا يتقدم، بل يخاف من المشي إلى الأمام، ولا تكن كالقطة التي تنتظر ما صنعه الآخرون لها، فهذا قبول للاستعباد، ولا تكن كذلك كالثور الهائج الذى يحطّم ما قبله، وما بعده، فلا هو يصنع مستقبلا، ولا يحترم ماضيا، ولكن كن كالأسد في مشيته هدوءا وثقة، وفي التوثب على الضحية بدون تضييع للفرص، لأن الحياة فرص، ومن الغباء عدم اقتناصها في اللحظة المناسبة.

٩ – امنح الأسرة وقتا مهما من حياتك، واجعل التربية والتوجيه وسيلة التفاهم مع الأولاد، فهم الكنز الحقيقي، فأهم ما تمنح أولادك المعرفة والتعليم والتوجيه، وليس المال والثروة، فيجب أن تفكر كثيرا ماذا يرث منك الأولاد؟ فكر في الإيمان أولا، والأخلاق ثانيا، والهوية ثالثا، لا بد من ترتيب الأولويات في التعامل مع الأولاد صغارا كانوا أو كبارا، ذكورا كانوا أو إناثًا، وقيام العائلة هي الزوجة، فهي الركن الركين، والحضن المهم، وكذلك الزوج، فهو السند والقوة.

١٠ – اجعل السعادة هدفا، ولا تجعلها وسيلة، فلا معنى لحياة ناجحة بدون سعادة، ولا قيمة لحياة فيها المادة بكل أنواعها بدون سعادة، والسعادة منبعها القلب الزكي، والنجاح منبعه العقل الذكي، فقد يكون الإنسان ناجحا، ولكنه لا يجد السعادة في حياته، وقد يكون سعيدا، ولكنه ليس ناجحا، فخطط بقدر المستطاع الجمع ما بين السعادة والنجاح. ولكم منى خالص الدعاء،

وشكرا

Please follow and like us:
د. عبد الرحمن بشير
داعية ومفكر إسلامي، من جيبوتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب