الأربعاء مايو 1, 2024
مقالات

د. علي الصلابي يكتب: ما هو مقام إبراهيم؟

مقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه نبيّ الله وخليله إبراهيم (عليه السلام) حين ارتفع بناؤه للبيت وشقَّ عليه رفع الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وابنه إسماعيل (عليه السلام) يناوله الحجارة، وهو أيضاً الذي قام عليه نبي الله إبراهيم (عليه والسلام) للنداء والآذان بالحج، وفي هذا الحجر أثر قَدَميّ نبيّ الله إبراهيم (عليه والسلام)؛ حيثُ جعل الله سبحانه وتعالى من ذلك الحجر رطوبة تحت قدميّ نبيّه، فغاصت فيه قدماه، وهو الحجر المعروف عند الكعبة المشرّفة والذي يُصلُّي الناس خلفه ركعتيّ الطواف، فقد روى البخاري عن ابن عباس قال: (فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ [البقرة:127]

وُصِفَ مقام إبراهيم بأنّه حجر مكعّب الشكل تقريباً، مثبت فوق قاعدة صغيرة من رخام المرمر، ارتفاعها فهو ثلاثة عشر سنتيمتر، أمّا لون الحجر فما بين الصفرة والحمرة وهو إلى البياض أقرب، وارتفاعه عشرون سنتيمتر، وقد غاصت قدما نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الحرّ إلى نصف ارتفاع الحجر؛ فعمق إحدى قدميه عشرة سنتيمترات والأخرى تسع سنتيمترات. لم يُر آثار أصابع قدميّ نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ لانمحائِها بسبب طول الزمن.

جعل الله سبحانه وتعالى لمقام إبراهيم ما يدل على أهمّيته وعظمة شانه، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة:125]، فالآية الكريمة تبيّن أنّ الله سبحانه وتعالى جعل البيت مثابة للناس يأتون إليه في كل زمان حُجّاجاً وعُمّاراً.

ومقام إبراهيم (عليه السلام) ياقوتة من ياقوت الجنة، فقد ورد عن النبي ﷺ قوله: (إنَّ الرُّكنَ والمقامَ ياقوتَتانِ مِن ياقوتِ الجنَّةِ، طمَسَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ نورَهُما، ولولا أنَّ اللَّهَ طمَسَ نورَهُما، لأضاءَتا ما بينَ المشرِقِ والمغرِبِ) [رواه أحمد ((11/182]، وكذلك مقامة إبراهيم (عليه السلام) موطن من مواطن إجابة الدعاء؛ فقد نصّ كثير من الفقهاء والعلماء على استحباب الدعاء بعد ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم.

المراجع:

1- مقام إبراهيم، لمحمد اليماني، المحقق: محمد عزير شمس، (دار عالم الفوائد للنشر)، الطبعة: الأولى، ١٤٣٤ هـ، ص 48

2- الفيروز آبادي (2005)، القاموس المحيط (الطبعة الثامنة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 1152.

3- سائد بكداش (1996م)، فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم (الطبعة الأولى)، السعودية: المدينة المنورة، صفحة 91.

4- جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري (2003)، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير (الطبعة الخامسة)، السعودية: مكتبة العلوم والحكم، صفحة 111-114، جزء 1

Please follow and like us:
د. علي الصلابي
مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب