الدروز نحلة ملحدة لا تمت للإسلام بصلة. وينتسب الدروز الى داع فارسي أعجمي يدعى محمد بن إسماعيل الدرزي.
جاء الى مصر سنة 408 هجرية -زمن الدولة العبيدية ذات الأصول اليهودية المجوسية- واتصل محمد بن اسماعيل الدرزي بالحاكم العبيدي (المسمى الحاكم بأمر الله) فأنعم عليه وقربه.
فدعا الدرزي الى القول بألوهية الحاكم، فأنكر عليه الناس في مصر تلك الدعوى الباطلة، وتمكن أخيرا أحد الاتراك من قتله وهو في موكب الخليفة العبيدي الحاكم، ونهب الجمهور داره واستمرت الفتنة التي أعقبت مقتله ثلاثة أيام قُتل أثناءها جماعة من أتباعه الدرزية.
وبعد مقتل الدرزي قام داعية أخر من أتباعه يدعى حمزة بن أحمد الذي تلقب بلقب الهادي، وأقام خارج القاهرة ودعا الى عقيدة الدرزي الباطلة، وبث دعاته في مصر والشام.
ومنذ ذلك التاريخ ظهرت طائفة الدروز الملحدة في بعض مناطق بلاد الشام واستمرت الى اليوم.
وقد حاول الدروز نشر عقيدتهم الباطلة في مكة المكرمة سنة 410 هجرية في عهد حاكمها ابي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني.
وذلك عن طريق أحد دعاتهم ويدعى هادي المستجيبين الذي ظهر في أخر عهد الحاكم العبيدي ودعا الى عبادة الحاكم.
وهذا يثبت أنه أحد اتباع الدرزي الذين انتشروا بعد مصرعه يدعون الى عبادة الحاكم العبيدي. وقد روي عن داعي المستجيبين أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم وبصق على المصحف.
وكان منذ مسيره من مصر الى مكة يدعو -في البراري التي مر بها- الى عقيدته الباطلة. ولما وصل الى مكة ذهب الى أبي الفتوح ونزل ضيفا عليه.
ولما رآه المجاورون يطوف بالكعبة مضوا الى أبي الفتوح فذكروا له شأنه وما يدعو اليه. فقال أبو الفتوح هذا نزل عليّ ضيفا، وأعطيته الأمان.
فقالوا: هذا سب النبي صلى الله عليه وسلم وبصق على المصحف. فسأله أبو الفتوح عن ذلك فأعترف ولكنه زعم أنه تاب.
ولكن المجاورين أخبروا أبو الفتوح أنه لا تُقبل توبة من سب الله ورسوله. وضربوا له المثل بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم الفتح بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة. وأوضحوا لأبي الفتوح أنه لا يصح ان يُعطى الذمام، وأنه ينبغي قتله. فدافعهم أبو الفتوح عنه حرصا على علاقته بالخليفة العبيدي الحاكم.
ولكن المجاورين اجتمعوا عند الكعبة وضجوا بالبكاء والدعاء الى الله تعالى.
وأخيرا استجاب أبو الفتوح لطلبهم فأمر بالمدعو هادي المستجيبين، وغلام له كان معه، فضربت أعناقهما عند باب العمرة وصلبا.
وظل المجاورون المغاربة يرجمونهما بالحجارة حتى سقطا على الأرض فأحضروا الحطب وأحرقوهما.
قال تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم).