الأربعاء أكتوبر 30, 2024
أقلام حرة

د. غازي التوبة يكتب: أين «دولة ملالي إيران» مما يحدث في غزّة؟

مشاركة:

 ليس من شك بأننا مع إخواننا في غزة نناصرهم، ونقف إلى جانبهم في حربهم مع العدو الصهيوني،لأنهم جزء من أمتنا الإسلامية التي ننتمي إليها، فقد قال تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (المؤمنون، 52).

ومن البداية نقرر بأننا فخورون بما قام به شبابنا المسلم في قطاع غزة صباح السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، في «عملية طوفان الأقصى» والتي قادتها «حركة حماس»، والتي كسرت غطرسة العدو الصهيوني وغروره الذي استمر لعقود طويلة.

ومن الواضح أن «دولة ملالي ايران» تقود محور «المقاومة والممانعة»، والذي تنضوي تحته حركتا «حماس» و«الجهاد» في فلسطين، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وحركة الحوثيين في اليمن.. إلخ.

وقد أمدَّ هذا المحور «حركة حماس» بالأموال والخبرات القتالية التي ساعدتها على القيام بعملية «طوفان الأقصى». ويقتضي هذا المحور الذي تقوده «دولة ملالي إيران»، أن يسرع إلى مساعد حركتي «حماس» و«الجهاد» إذا تعرضتا لخطر وجودي، أو تعرّض قطاع غزّة لأخطار وجودية.

ومن المؤكد أن دفع الأخطار لا يتوقف على «دولة ملالي إيران»، بل يتعداها إلى كل الدول الإسلامية والمسلمين من طنجة إلى جاكرتا، ولكنه أوجب على «دولة ملالي إيران» بحكم المحور القائم بينهم.

ومن أبرز الأخطار الوجودية التي يمكن أن يتعرض لها قطاع غزة هي:

1- قطع الإمدادات من العدو الصهيوني لقطاع غزة، وهي الإمدادات التي كانت تمدّ القطاع بأسباب الحياة: كالماء والطعام والكهرباء والوقود والدواء. وقد قطع العدو الصهيوني فعلاً هذه الإمدادات الأساسية منذ عدة أيام، ومقتضى هذا القطع أن الناس سيموتون لافتقادهم لهذه الحاجات الأساسية.

ومن المؤكد أن حركتي «حماس» و«الجهاد»، لا طاقة لهما جميعاً بحل هذه المشكلة، فأين «دولة ملالي ايران» من المساعدة في مواجهة هذا الخطر الوجودي الذي تتعرض له غزّة الآن؟ لم تفعل شيئاً حتى الآن لمواجهة هذا الخطر الوجودي، وهي التي تمتلك جيوشاً بريّة وبحرية وجوية وترسانة كبيرة من الصواريخ التي تطال كل إسرائيل، وهذا الجيش من أقوى الجيوش في منطقة الشرق الأوسط. ويستطيع أن يفعل الشيء الكثير في مواجهة إسرائيل، ولكن هل سيقدم على ذلك؟ ولماذا لم يتحرك حتى الآن؟

2- هناك خطر وجودي ثان، وهو التهجير القسري لأهل غزة. فقد نقلت وكالات الأنباء أن بايدن بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنشاء ممر آمن لخروج أهل غزّة إلى سيناء، وذلك مقابل إلغاء الديون المترتبة على الميزانية المصرية.

وهناك احتمال قوي أن يُدفع أهل غزّة ويُجبروا على الهجرة القسرية إلى سيناء، وقد بدأت ملامح تنفيذ ذلك بدفع الناس إلى التجمع في جنوب قطاع غزّة، وهذا أمر لا طاقة لحركة حماس بدفعه، ويستلزم هذا الأمر أن تتدخل دولة كبيرة مثل «دولة ملالي إيران» التي تمتلك قوة عسكرية لمنع ذلك، وتحول دون تحقيق ذلك، فهل ستفعل ذلك؟

3- هناك خطر وجودي ثالث وهو إنهاء المقاومة في قطاع غزة، وهذا الاحتمال تسعى له دولة العدو الصهيوني، وهو أحد أهداف الهجوم البري، الذي ستقوم به إسرائيل -وندعو الله ألا تتمكن إسرائيل من ذلك- وهذا الخطر الوجودي من الممكن ألّا تستطيع حركة حماس على دفعه وحدها.

بل تحتاج الى عون خارجي، وتدخل دولة كبيرة وهو ما يجب أن تقوم به «دولة ملالي ايران»، من أجل الحفاظ على قوة المقاومة في قطاع غزة. فهل ستفعل ذلك؟

من المؤكد أن هناك أخطاراً وجودية تستهدف قطاع غزة والمقاومة، ولا طاقة لحركة حماس بدفعها، بل يجب أن تساعد جميع الدول العربية والإسلامية «حماس» على دفعها، وكذلك الشعوب العربية والإسلامية، والأولى أن تقوم جميع الدول وعلى رأسها «دولة ملالي إيران» التي تزعمت «محور المقاومة والممانعة»، فهل ستفعل ذلك؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة.

د. غازي التوبة
كاتب ومفكر إسلامي فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *