أقلام حرة

د. محمد الموسوي يكتب: العراق.. الضيعة السليبة في قبضة الوالي

نشرت في هذا التوقيت ٢١‏/٠٨‏/٢٠٢٣، ٦:٣٧م؛ وسائل إعلام حكومية في إيران أنباءً عن زيارة السفير الإيراني في بغداد لنقابة الصحافيين العراقيين، ولا أعلم الصفة التي تمت في إطارها الزيارة إذ بالعادة لا تحتاج زيارات المسئولين لدوائرهم إلى صفة أو عنوان أو مناسبة، وما دام العراق الضيعة السليبة قد عاد إلى قبضة الوالي المعظم فلا حرج إن تفقد عامل الوالي المعظم في بغداد رعيته وأحاطهم بعنايتهم، ولا حرج إن رقص أحد أفراد هذه الرعية طرباً، ولا غرابة إن تهللت وجوه الرعية وانشرحت بالبشر فور سماع إطراء سعادته ومن رافقه فنيل رضاه ورضا سيده الوالي غاية لا تدركها بعض الأنفس ولا ينالها إلا المقربون.. المقربون من صفوة الصفوة؛ ومن نالها صفى وعلى وبلغ العُلى، ويبدو أن مساء يوم 21 آب أغسطس 2023 كان مساءا سعيدا على نقابة الصحفيين العراقيين إذ زارهم عامل الوالي المعظم سفيره في بغداد فصدر عن النقابة بياناً رسمياً لتعبر من خلاله عن رفعتها وعلو مكانتها وقدرها بدليل الزيارة المباركة لصفوة بلا قلم وإن حضر القلم غاب حبره وعيض عنه بماء الحياء المهدور المُراق بعد فقدان الضوابط والقيم والأعراف، ولم آتي بشيء من عندي أو أفتري وإنما تلقيت الخبر في حينها بعد نشره ببضع دقائق في وكالة مهر للأنباء إلا أني لم أكتب بشأنه لغاية في نفسي.

[وأفادت في حينها وكالة مهر للأنباء أن نقابة الصحفيين العراقيين قد ذكرت في بيان أن «نقيب الصحفيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي استقبل السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق».

وبحسب البيان أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن نقابة الصحفيين العراقيين تحتل مكانه متميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي، لافتا إلى أن الإعلام العراقي يلعب دورا فاعلا في نقل الحقائق إلى الرأي العام ويسهم في تعزيز سبل تطوير العلاقات الثقافية والإعلامية وتقريب وجهات النظر وبما يخدم المصالح المشتركة في كلا البلدين.

وعبر آل صادق عن إعجابه بشخص نقيب الصحفيين العراقيين الذي يعمل بكل جدية للنهوض بالعمل الإعلامي والصحفي في العراق وسعيه الدائم لبناء علاقات إعلامية متطورة وتبادل الخبرات مع المؤسسات الإعلامية والصحفيين من خارج العراق.

وقدم اللامي خلال اللقاء شرحاً عن طبيعة عمل نقابة الصحفيين العراقيين وفروعها في المحافظات وتواصلها المستمر مع المؤسسات الإعلامية والصحفيين وعبر عن سعادته للعلاقات الإعلامية والصحفية المتطورة بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية وبما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين]

 وكان هذا المقطع بين القوسين أعلاه حديث وكالة مهر الوالي المعظم متحدثة نقلا عن بيان بخس سرعان ما أصدرته النقابة فرحاً واحتفالاً بزيارة عامل واليها ولي النعم مادام العراق ضيعة سليبة وكل ما يجري على أرضه خارج الأُطر والقوانين والقيم وكان من الستر ألا يصدر عن النقابة أي خبر والاكتفاء بما تنشره وسائل إعلام الوالي وعدم التعليق عليه.. إذا بُليتم فاستتروا.

في أعراف الدول التي تعترف بسيادة الدول هناك سفير وبعثة دبلوماسية وملحق ثقافي وعسكري وتجاري، وهكذا زيارات وما شابهها يقوم بها الملحق الثقافي وليس السفير؛ لكن الوضع مختلفاً تماماً فيما يتعلق بجمهورية الولي الفقيه فالعراق ضيعته وكل من يعمل فيه تحت ظل عماله الذين لهم مطلق الحق والصلاحية والرأي.. فسعادته يزور أي مكان يشاء ومتى شاء ويُثني على من يشاء وثناؤه بركة لا شيء فيه من الرياء والنفاق والكذب بل هو حلال بحسب ما أقره الوالي ودعاة فكره الـ…؛ فإن قال إن النقابة تحتل مكانة متميزة فهي متميزة وللتميز أشكالٌ وألوان بدليل إصدارها بيان حول الزيارة، وإن قال بأن الإعلام العراقي يلعب دوراً فاعلا في نقل الحقائق فهو كذلك حتى وإن كذب، وأما عن دور هذا الإعلام في خدمة المصالح وإبداء الولاء والطاعة للوالي المعظم فقد صدق.

ولم تعتمد وكالة مهر في خبرها عن أي شيء يصدر عن السفارة أو دولتها لأنها لن تذكر أهمية لذلك إلا نقلا عن الذين تغنوا بالزيارة من خلال بيان رسمي؛ وذلك دليل بؤسهم ووضاعة قدرهم.؛ وسرعان ما سوقه إعلام الوالي المعظم مالك ضيعة العراق بالطريقة التي تقل من شأن ضيعة العراق ومن فيه الموالين الذين لا ينتمون إليه ولا إلى كرامة أو كبرياء، وخارج الضيعة عشرات الملايين من العراقيين الأحرار لا يؤمنون بالضيعة ولا يمن تبايع.

د. محمد الموسوي / كاتب عراقي

د. محمد الموسوي

كاتب عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى