د. محمد سعيد بكر يكتب: إشكالية البديل الإسلامي
في خضم المعركة والتدافع بين الحق والباطل يبذل الدعاة المصلحون جهوداً مضنية ومشكورة في توفير البدائل الطيبة الإيجابية عن كل قبيح وحرام ومكروه.. ولكن في الآونة الأخيرة صارت فكرة البديل الإسلامي تعاني من تشوهات تحتاج إلى ترميم قبل فوات الأوان.. هذه التشوهات التي أخرجت كثيراً من الأعمال والممارسات عن كونها إسلامية إلى غير ذلك من الأوصاف المختلِطة.. واضرب لذلك العديد من الأمثلة التي انطلقت في الأساس لتمثل البديل الإسلامي ثم تحولت إلى شيء آخر (نسبياً).. ومن ذلك:
👈 البنوك الإسلامية والتي أخذت (بعض) معاملاتها تخرجها عن دائرة الإباحة إلى دائرة الكراهة أو الكراهة التحريمية أو الشبهة والحرام.
👈 النشيد الإسلامي والذي خرج (بعضه) عن كونه إسلامياً إلى كونه هبوطاً وإسفافاً من حيث الألحان، بل وحتى من حيث الكلمات والمضامين.
👈 المدارس الإسلامية والتي خرجت (بعضها) عن رسالتها الدعوية وأصبحت مجرد تجارة.
👈 محلات بيع الحجاب الإسلامي والذي خرج (بعض) ما تعرضه عن وصفه الشرعي وأصبح مجرد مجاراة للموضة، من حيث الشكل والتفصيل.
👈 مؤسسات العمل السياسي الإسلامي والتي خرجت في (بعض) أعمالها عن وصفها الشرعي، وأصبحت تؤدي دور المماهاة لأهل الباطل نزولاً عند شروطهم وانصياعاً لقوانينهم.
👈 مناشط العمل النسائي الإسلامي، والتي أصبحت (بعض) خطواتها وبلا قصد، تسير وفق مخططات النسويات.
✅ باختصار..
النية الطيبة وحدها لا تكفي.. والغاية لا تبرر الوسيلة.. والمطلوب أن نقدم للناس بديلاً يغنيهم بالحلال الطيب عن المنكر والحرام.. لا أن نرتع معهم في دائرة المكروه والمشبوه.. وبالتالي لابد من التأصيل الشرعي الراسخ لكل بديل نقدمه للناس.. خشية أن نكون من الأخسرين أعمالاً؛ فيَضِلَ سعيناً في الحياة الدنيا ونحن نحسب أننا نحسن صنعاً.