رئيس، الجامعة الإسلامية: مسلمو كينيا نجحوا في نفض غبار التهميش وانهوا عقودا من المعاناة
*محاولات جهات رسميةو منظمات كنسية للتقليل من الوزن الديمجرافي والسياسي لمسلمي كينيا لن تجدي
* وصول شخصيات مسلمة المناصب رفيعة في وزارتي الدفاع والأمن أبرز النجاحات
*التشكيل الحالي للمجلس الأعلي لمسلمي كينيا أصابه بسكتة دماغية
*الطابع اللامركزي للدعوة الإسلامية يقف وراء اعتناق آلاف الوثنيين والمسيحيين للإسلام
*الخلافات السياسية المذهبية تعرقل النجاحات الدعوية التي حققها مسلمو كينيا
*غياب الدعم ومغادرة أغلب المؤسسات العربية والإسلامية عرقل مسيرة إغاثية تعليمية وصحية ناجحة
*تزايد أنشطة المنظمات التنصيرية في كينيا يشكل اكبر تحد للمسلمين
*انتشار الإسلام في أوساط النخبة السياسية يؤكد مكانة المسلمين واندماجهم الإيجابي
قال الدكتور علي سونكر، رئيس الجامعة الإسلامية في كينيا، ان هناك جهات رسمية في كينيا ومنظمات تنصيرية ،تثير حالة من الغموض حول نسبة أعداد المسلمين في المجتمع الكيني ذلك للتقليل من أعدادهم ،ومن وزنهم الديموجرافي ،وثقلهم السياسي، الذي تصاعد خلال الأعوام الأخيرة.
وأوضح سونكر في حوار له مع “جريدة الأمة الإليكترونية” ان مسلمي كينيا حققوا نجاحات لافتة خلال الأعوام الأخيرة علي الصعيدين السياسي التنفيذي، حيث وصلوا المناصب رفيعة المستوي في وزراتي الدفاع والأمن الداخلي، في تأكيد علي نفضهم غبار التهميش ،الذي عانوا منهم طويلا وتجاوزا عقود من المعاناة.
ومع هذا انتقد سونكر حالة الانقسام والخلافات التي يعاني منها المسلمون في كينيا ،سواء أكانت انقسامات سياسية أو مذهبية حيث أسهمت هذه الخلافات في إصابة المجلس الاعلي لمسلمي كينيا في مقتل وعرقلت ،النجاحات الدعوية الكبيرة، التي حققتها الدعوة في كينيا رغم قلة الامكانيات.
ونبه الي الخطر الشديد الذي تمثله المنظمات التنصيرية، علي مسلمي كينيا ،حيث تحاول بكل السبل ،عرقلة النجاحات الدعوية، وقطع الطريق علي اعتناق الالاف من الوثنيين وغير المسلمين للإسلام ،وانتشار الإسلام في اوساط النخبة السياسية الكينية ،بشكل يستوجب مناهضة هذه المساعي عبر توحيد الصفوف ونبذ الخلافات.
الحوار مع رئيس الجامعة الإسلامية في كينيا، تطرق لقضايا عديدة نعرضها بالتفصيل في السطور التالية.:
*هل لسيادتك ان تلقي لنا الضوء علي أوضاع المسلمين في كينيا اعدادهم نسبتهم الي سكان البلاد وأهم مدنهم وأهم التحديات التي يواجهونها؟
**المسلمون في كينيا، لا توجد نسبة محددة لأعدادهم متفق عليها بين الدوائر الرسمية وبين الموسسات الإسلامية ، فالحكومات المتعاقبة من ورائها الجهات الكنيسة ، تتمسك بأن نسبة المسلمين لا تتجاوز من 7و8% المائة بينما تري المؤسسات الإسلامية ان اعدادهم تتجاوز 30 % بل وأكثر من ذلك.
ولو، نظرنا للتوزيع الديمجرافي للمسلمين في كينيا نجدهم يتواجدون في أغلب المدن الكينية الكبيرة ، بل أن هناك العديد من المدن ذات أغلبية المسلمة ، حيث لا تكاد مدينة ولا قرية كينية الا ويوجد بها مسلمون.:
*لكن لماذا لا يوجد إحصاء، دقيق بنسبة المسلمين في كينيا حتي الآن ؟
** الإجابةهنا تبدو واضحة، في ظل وجود رغبة من الحكومات المتعاقبة والدوائر الكنيسية ،في إظهار المسلمين أقل من وزنهم الحقيقي سواء الديمجرافي أو السياسي ، وهي احصاءات واجهت معارضة شديدة من قبل المسلمين، كونها لا تعبر عن الواقع.
ومما يزيد من حالة الاستغراب ،ان نسبة المسلمين ابان استقلال كينيا بشكل رسمي لا تقل عن 10%،فكيف تتراجع نسبتهم عن الي 8%، لذا فما يجري، امر متعمد لإظهار المسلمين كاقلية صغيرة ،لا تشكل اي قوة ،رغم أن الواقع يخالف ذلك ،فخلال 60عاما الماضية تشهد المدن الكينية ،اعتناق عشرات الالاف من غير المسلمين والوثينيبن للإسلام.
*ما هي أهم المدن التي يشكل المسلمون وزنا ديموجرافيا كبيرا؟
**المسلمون يتمركزون في المناطق الساحلية ،والمناطق الشرقية الشريط الساحلي من الشمال للجنوب وهذه المناطق تشكل كثافة سكانية عالية ،ففي العاصمة نيروبي توجد اعداد كبيرة من المسلمين ورغم انهم لا يشكلون اكثرية الا ان اعد دهم تتجاوز 40% من سكان العاصمة التي يزيد عدد سكانها علي 12مليونا .
يتمركز المسلمون ناهيك عن وجود أغلبية مسلمة في مدن،ممباساولامو ومالندي ومانديرا وجارسيا وجير وإسيولو ،و كذلك في غرب البلاد وفي هذه المحافظات، لا تخلو قربة او مدينة من تجمعات للمسلمين ،سواء، من المسلمين بالمولد او من المسلمين الجدد.
قوة صلبة ومخالب سياسية
*علي الصعيد السياسي ،واجه المسلمون تميبزا مع كل حكام كينيا لدرجة انهم لم يكن لهم وزن سياسي، يليق باعدادهم ولم يكونوا يمثلون في مجلس الوزراء الا بحقاىب هامشية؟
**في عهد الحكومة الحالية ،وصل المسلمون ،لمناصب رفيعة المستوي واصبحوا يحتلون مناصب سياسية وأمنية عالية ،بل خلال التشكيلية الوزارية الحالية يشغل مسلمون ، مناصب وزارية حساسة مثل وزارة الدفاع وزارة الأمن الداخلي .
كما يوجد عدد من مستشاري رئيس الجمهورية من المسلمين ،فضلا عن أن غير المسلمين ،يبدون ابتهاجا من تولي المسلمين هذه المناصب بل ويشعرون بالأمان والارتياح في وجودهم ،خصوصا عندما يعقدون مقارنات بينهم وبين ممارسات المسئولين السابقين من غير المسلمين عندما تولوا هذه المناصب.
ومن هنا يجب التأكيد ان الأغلبية الساحقة من غير المسلمين والوثينيبن ينظرون للمسلمين نظرة ودية إيجابية وتقديرية.
*منح الدستور الكيني الحالي نوعا من الحكم الذاتي للمدن الكينية فهم أسهم ذلك في تحسين أوضاع المسلمين ؟.
**لقد استفاد المسلمون من هذا الدستور، فمن اصل 47ولاية كينية، هناك من 12الي 13ولاية يحكمها مسلمون ،حيث يسيطرون علي هرم السلطة الإدارية و المحلية وكذلك يحظون بتمثيل جيد في ولايات لا يتمتعون فيها بغالبية كبيرة.
*لكن هل أسهم وجود المسلمين علي راس هذه الولايات في استلهام قوانين من الشريعة الإسلامية؟
**الأمر أقرب للحكم الذاتي ،ولكنه اقل منه بقليل حيث تظل السيطرة الكاملة للحكومة المركزية علي الولايات ،رغم ان لكل ولاية ميزانيتها الخاصة.
ولكن يبقي الدور الاكبر للحكومة المركزية في تحديد هذه الميزانية وفقا لعدد سكان كل ولاية المعطيات الاقتصادية.
من هنا لا توجد استقلالية تامة ،لكن الحكومة المركزية تحاول التدخل بشكل مباشر في شئون الولايات ،لاسيما إذ أكانت هذه الولاية لها علاقة بالوضع الاقتصادي للدولة ،أو تمثل أهمية للأمن القومي الكيني.
*هل هناك مؤسسة دينية جامعة تجمع المسلمين في كينيا وتمثلهم أمام السلطات الرسمية ؟
**لمسلمي كينيا هيئة تمثلهم ،وهي المجلس الاعلي لمسلمي كينيا هي شاملة لجميع المسلمين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم الفقهية ومشاربهم المختلفة وهذه الهيئة ،هي من تتولي تمثيل المسلمين أمام الهيئات الرسمية الحكومية، ،وهي التي تعكس ثقلا بشريا، ثقافيا لهم أمام غير المسلمين.
ولكن هذه الهيئة لا تتدخل في تحديد أي انتماء سياسي للمسلمين ،وليس لها تأثير في تحديد وجهة المسلمين ،في اي استحقاق سياسي.
في المقابل هناك جهات إسلامية اخري، تظهر لها توجهات سياسية وتحول ان تؤثر، وتوحد رأي المسلمين سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية او المحلية ،وهي هيئة تجمع المنظمات الإسلامية ،حيث تسعي لحشد للمسلمين لنمط تصويتي موحد خلال أي استحقاق، لتعزيز دورهم السياسي وضمان تمثيلهم وفق وزنهم الديمجرافي .
وفي أحيان كثيرة يدعم المسلمون خيارات هذه الهيئة، لكن وخلال الفترة الأخيرة لم يتعاط المسلمون بشكل إيجابي وراء خيارات الهيئة، حيث ساد نوع من الانقسام في صفوف المسلمين، فمنهم من اأيد الرئيس الحالي وليم روتو وهناك من دعم رئيس وزراء كينيا الأسبق رايلا أودينجا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بنسب متقاربة.
ويقدم هذا الاختلاف ، إشارة لعدم تمتلك مسلمي كينيا لأي كيان سياسي إسلامي موحد، حيث يتوزع المسلمون في جميع الأحزاب السياسية، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة ،حيث انقسم المسلمون ،بشكل متساو بين المرشحين والاحزاب السياسية .
ويشكل هذا الانقسام ، رغم سلبيته ودعم الناخبين المسلمين للمرشحين الرئاسيين والأحزاب السياسية أمرإيجابيا من ناحية أخري ، حيث جنبهم أي مسالك عدائية من الأطراف التي رجحت الانتخابات كفتها فالحزب الفائز بالانتخابات حظي بدعم 50% من المسلمين ،بشكل لم يؤثر بشكل واضح علي مصالح المسلمين السياسية والاقتصادية.
*أطلق عدد من المراقبين وصفا علي المسلمين في كينيا بأنهم أقلية ذات مغزي فهل تدعم هذا الطرح؟
**هذا وصف يلائم الواقع خصوصا في السنوات الأخيرة ،في ظل تمتع المسلمين بنفوذ لافت داخل المؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها من الأجهزة ،كما أن هناك قوة اقتصادية كبيرة للمسلمين ،في عدد من الولايات الكينية ،ثم ان هذه الأقلية ذات المغزي، صار لها تأثير داخل الحكومة الكينية ،وقدرة علي حسم عدد من الملفات الصعبة.
*في سياق منفصل هل توضح لنا طبيعة الدور الدعوي للمسلمين في كينيا هل مازال يعتمد علي الطابع الفردي ام صار مؤسسيا؟
**هناك أعداد كبيرة من المسلمين ،في كينيا ينضمون لمسيرة الدعوة كل عام سواء ما يطلق عليه دعوة الشوارع، أو من خلال المؤسسات الدعوية حيث ينصب جهد هؤلاء ،علي ما نسميهم المسلمين الجدد.
حيث يبذل هؤلاء الدعاة جهودا مكثفة لإقناع غير المسلمين ،باعتناق الإسلام وتزويدهم المفاهيم الأساسية عن الدين ، قد حقق هذا النوع نجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فرضت التعاون مع بعض الهيئات الدعوية، لإعطاء الأمر طابعا مؤسسيا لدفع هؤلاء المسلمين الجدد لتعزيز عقيدتهم والتمسك بدينهم ،وقطع الطريق علي اي محاولات لإعادتهم للمربع الأول
*لكن هذا النشاط الدعوي قد يجابه برفض حكومي رسمي قد يهدد هذه المسيرة؟
**الحكومة الكينية لا تتدخل بشكل لافت في مسيرة الدعوة، ولا تضع قيودا علي تحركات الدعاة، إلا إذا خرج الأمر عن السيطرة ،وأصبح يشكل تهديدا لامن البلاد القومي ،او، ما شابه ذلك ،واذا لم يصل الأمر إلي هذا الحد فليست هناك أي مشكلات تعرقله.
*غير أن الطابع الفردي للدعوة الإسلامية، يطرح تساؤلا عن دور المجلس الأعلي لمسلمي كينيا في مجال الدعوة؟
**المجلس الأعلى لمسلمي كينيا، لا يقوم بدور لافت في مجال الدعوة، فالدعوة في كينيا تتم عبر نشاط لا مركزي ،عبر جمعيات تنشأ هنا وهناك
حيث تنبني بعض الجمعيات، نشاطا دعويا محليا ،فيما تركز المؤسسات علي الدعوة بشكل وطني
*ماذا عن دور المؤسسات الخيرية والإغاثة العربية والإسلامية في مجال الدعوة في كينيا ؟
** هناك عشرات الجمعيات الدعوية العربية والإسلامية التي وفدت لكينيا، خصوصا من مصر والكويت والسعودية ،وكانت هذه الجمعيات تمارس دورا دعويا لافتا وكانت لها أعمال جليلة علي الصعيد الإنساني والإغاثي ،في جميع المناطق الكينية ،بشكل أسهم في اعتناق آلاف الكينيين من المسيحيين والوثنيين للإسلام ، فضلا عن تعزيز عقيدة المسلمين وتنمية وعيهم الديني..
لكن نشاط هذه الجمعيات والمؤسسات تعرضت لضربة قوية بعد تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998،حيث أغلقت الكثير منها أبوابها وجمدت أنشطتها.
*هل كان هذا الإغلاق شاملا ونهائيا أم بقيت هناك بعض الجمعيات تمارس دورها ؟
** استمرت العديد من الجمعيات في ممارسة أنشطتها ،وعلي رأسها جمعية “العون المباشر ” الكويتية في ظل ما تمتلكه من باع طويل وعميق في مجال الدعوة و الإغاثة
و خلال السنوات الأخيرة برز دور عدد من الجمعيات القطرية ،التي لها دور دعوي وإغاثي وتعليمي، حتي أسهمت في بناء وتأسيس الجامعة الإسلامية في كينيا وعشرات من المشاريع التعليمية والصحية والإغاثية الأخري .
ولكن من أسف ان هذه الجمعيات ،أنهت أعمالها وأغلقت أبوابها خلال السنوات الأخيرة ،رغم الدور الدعوي والإغاثي التعليمي الكبير التي قامت به فضلا عن دفع عجلة الدعوة الإسلامية.
ولا اكون مبالغا حين اؤكد ان العمل الدعوي الداخلي في كينيا يسير حاليا وفق الأسس التي وضعتها هذه المؤسسات سابقا.
*كلامك يشير الي ان العمل الدعوي من خارج كينيا قد انقطع او تراجع؟
**الدور الدعوي الخارجي تراجع بشكل كبير، وإن كانت المؤسسات الدعوية المحلية تسير علي نفس نهج المؤسسات العربية والإسلامية، التي يبدو أنها عانت تقييدات داخلية وضوابط وطنية منعتها من الاستمرارفي ممارسة الدور الدعوي .
ومع هذا فهناك بعض الجمعيات توفر دعما ماليا ،وان كان محدودا للمجالات الإغاثية والتعليمية ،بشكل يفرض علي المؤسسات الدعوية الإسلامية الكينية الاعتماد علي إمكانياتها الذاتية، لسد فراغ خروج هذه المؤسسات ،فحتي لو توفرت لها بعض المساعدات فهذا أمر جيد لتسيير شئون الدعوة ولكنه لا يبدو كافيا .
*هل تدلنا علي حجم النجاحات التي حققتها الدعوي الإسلامية بشكل عام في كينيا ؟
**لا تتوقف جهود الدعوة الإسلامية عند حد المواطنين المسلمين، عبر السعي لتكريس تلاحمهم وتكاتفهم ،بل تستهدف أيضا ما يطلق عليهم المسلمين الجدد ،وغرس تعاليم الإسلام الصحيحة في صفوفهم ،والابتعاد عن البدع والضلالات واسس، ومبادئ الإسلام الصحيحة .
أما النجاح الأبرز فيتمثل في اعتناق المسلمين الجدد للإسلام ،بوتيرة متسارعة، فقد اعتنق أكثر من 6 آلاف وثني الإسلام في يوم واحد، هو امر يتكرر من آن لأخر ،حيث كثيرا ما نسمع عن اعتناق من 1000الي 2000 يوميا سواء من الوثنيين أو النصارى.
وقد أسهمت هذه الجهود الفردية ، في اعتناق أكثر من 6000 وثني للإسلام في منطقة كيلفي الساحلية عبر جهود فرد ية لشخصية دعوية كبيرة بدعي ابو حمزة الذي جيش أعدادا كبيرة من المتطوعين لخدمة المسلمين الجدد من حيث بناء، مدرسة ومستوصف ،فضلا عن جهود دعوية لدعم هؤلاء المسلمين الجدد من حيث تعليمهم وعلاجهم وتثقيفهم بمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي.
* لكن هل امتد نجاحات الدعوة الإسلامية علي اعتناق لرموز سياسية كينية للإسلام؟
**الإسلام بدا يحقق نجاحات كبيرة في أوساط النخب الكينية ،ولكن لم يصل بشكل لافت للنخب السياسية ولكن لا تخلو أسرة لوزير او سياسي كيني بارز من مسلمين ،فهذا شقيق وهذا ابن وهذه أخت أو ابنة ،وهذا أمر شكل دفعة كبيرة لاندماج مسلمي كينيا ،مع غير المسلمين، وهذه بادرة طيبة تفتح الباب أمام اعتناق الآلاف للإسلام سنويا .
*في مقابل هذه النجاحات ما هو حجم وجود المنظمات التنصيرية في كينيا ؟
**لا يمكن إنكار أن هناك نشاطها متزايدا للمنظمات التنصيرية في كينيا حيث تستهدف قطع الطريق علي آلاف الوثنيين والمسيحيين لاعتناق الإسلام مع العمل علي إغراء عدد من المسلمين للارتداد عن دينهم استغلالا لظروفهم ،وهي المحاولات التي لم تحقق نجاحات تواكب الإمكانات الضخمة للمنظمات التنصيرية.
ومع هذا المد التنصيري الجارف ،لازالت أعداد كبير من المسيحيين والوثينيين وأبناء القبائل الكينية غير المسلمة ،تقبل علي اعتناق الإسلام بشكل افشل مخططات منظمات التنصير.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه اعتناق المسيحيين والوثينيبن للإسلام ،أنهم يستغربون بشدة وجود خلافات بين المسلمين أنفسهم ،رغم أن دينهم يحض علي التكاتف والتعاون.
وللأسف وفي ظل هذا السياق المؤسف إنه لا يوجد دور للمجلس الأعلي لمسلمي كينيا ،في هذا المجال ،في ظل تشكيلته الحالية التي تسيطر عليها الخلافات الشديد بين أعضائه فهذا سلفي وهذا اخواني وهذا جهادي.
وهي الخلافات التي أصابت أنشطة هذه المجلس بسكتة دماغية ، و ربما يتغير الأمر عندما تتغير تشكيلة هذا المجلس ويتحسن أداؤه في ممارسة أدواره خصوصا انه لا توجد في كينيا جهة دعوية مركزية في كينيا.
*لا شك أن تمدد الإسلام يقابل بتحفظ أو إجراءات من قبل السلطات الرسمية لمواجهة هذه التحديات ؟
**هناك جهات في كينيا ،لا يسرها تمدد الإسلام في المجتمع الكيني، حيث تقوم بجهود مدروسة ومتعمدة لإجهاض أي تمدد وانتشار الإسلام ،و يستغلون كافة إمكانيات الدولة، لتحقيق هذا الهدف.
ومع هذا وبفضل الله لم تحقق هذه الجهود التي تقف وراءها منظمات كنسية ومن خلفها نجاحا ملموسا بل استمرت الصحوة الإسلامية عبر اعتناق آلاف من غير المسلمين للإسلام فضلا عن الكثيرين من النخب السياسية الكينية غير المسلمة نطالب بوقف الحملات الظالمة ضد الإسلام.
