رباب محمد تكتب: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
تدعو هيئة الأمم المتحدة الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى المشاركة في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة كما هو الحال في كل عام، يمثل هذا اليوم الدولي بداية لحملة “اتحدوا” الأممية التي تمتد لستة عشر يومًا من النشاطات وجمع التبرعات ابتداءً من 25 نوفمبر وانتهاء بيوم 10 ديسمبر.
والأمر الخطير في هذه الحملة ما ورد في التوضيح حولها على الموقع الرسمي لهيئة الأمم المتحدة؛ وهذا ما ورد بالنص: (في حين أن العنف القائم على نوع الجنس يمكن أن يحدث لأي شخص، وفي أي مكان، فإن بعض النساء والفتيات من فئات معينة معرضات للخطر بشكل خاص – على سبيل المثال، الفتيات والنساء المسنات، النساء اللواتي يوصفن بأنهن مثليات أو ومزدوجي الميل الجنسي أو مغيرو الهوية الجنسانية أو حاملو صفات الجنسين، والمهاجرات واللاجئات، ونساء الشعوب الأصلية والأقليات العرقية).
إن وضع النساء المذكورات جنب إلى جنب مع النساء المسنات والمهاجرات واللاجئات أمر يدعو لإعادة النظر والتدقيق بالدعوة.
إنَّ بواطن دعواهم ما لا يقبله شرعنا القويم فمسائل الحجاب وتعدد الزوجات والميراث والقوامة تدخل تحت دعواهم المغلفة، ودعوة المرأة لحرية الفساد والانحرافات المختلفة ووصم أي إجراءات ضدهن أو حتى النفور منهن وعدم تقبلهن بالعنف بالنسبة لهم.
ومن جهتنا نقول العنف ضد المرأة أمر مرفوض شرعاً وديننا الحنيف قد كفل للمرأة حقوقها وشرع لها التشريعات التي تحميها جسدياً ونفسياً ومادياً من كل أذى؛ وشرع ما يحفظ كيانها وفطرتها، كرّمها الله ورفع قدرها ومنزلتها، وأعطاها حقوقها على أكمل وأحكم وجه، ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أن جعل لها حجاباً شرعيّاً يستر عورتها، ويحفظ هيبتها بين الناس، ويحميها من ألسنة وأعين أصحاب النفوس الضعيفة، وهذا غاية في التكريم.
وجعل القوامة بيد الرجل ليذود عنها، ويحيطها بقوته، وينفق عليها، وليس له أن يتجاوز ذلك إلى القهر والجحود، أو إهانتها وظلمها، كما احترم الإسلام شخصية المرأة، فهي مساوية للرجل في أهلية الوجوب والأداء.
ومما حمى به الإسلام المرأة من العنف الجسدي أنّ النبي عليه الصلاة والسلام غضب حين ضُرِبَت امرأة في عهده؛ وحماها من العنف النفسي أن جعل من مظاهر تكريمها عدم خدش مشاعرها وأحاسيسها، وحفظ كرامتها، وترك رميها بالعيوب، أو الاشمئزاز منها.
فما حاجة المرأة المسلمة للإنصات لدعوات كاذبة براقة تنشط لعدة أيام في العام؟