رسائل النصر: معركة التغيير

إن قضية التمكين للإسلام، هي نبض أهل الإسلام في كل مكان، لا تتميز بها دمشق عن بخارى، ولا الإسكندرية عن إسطنبول، ولا الشارقة عن طرابلس، ولا بغداد عن إسلام أباد. لكن الذي ميزّ الصورة والصوت في ثورة سوريا هو وجود الطرح الإسلامي المركز في إقامة حكم الإسلام، ومن لم يستطع التعبير عن مطالبه وجد من يبرّد له قلبه وينادي بتطبيق الشريعة، وإقامة حكم الإسلام. إذن هنا صوت يعبر عما يريده الناس وعما تهدف إليه تلك الثورات رغم كل الصعوبات، وما أن انطلقت ثورة الشام حتى كان لها في طرابلس الشام، في عمان، في بيروت، في إسطنبول، وفي غير مكان من بلاد الإسلام تأييد وعون ودعاء ورجاء.
واليوم يتناقل الناس -بفخر واعتزاز كلمات من يطالب بتطبيق الشريعة في الدستور الجديد والحكم في اجتماعات التحضيرات لمؤتمر الحوار. إذن هناك حاجة دائمة لوجود الصوت الواعي الذي يعبر حقيقة عن أمل الناس وعن مطالب الناس، رغم كل أنواع التعتيم الإعلامي والعبث بالمشهد من المتربصين بهذا النصر المبارك.
إذن نحن نعرف قضيتنا ونعرف أهداف ثورتنا، فينبغي الإصرار على ضرورة التغيير ورفض التسويف والترقيع. يجب الإصرار والثبات على أول معروف وهو الحكم بالإسلام فنأمر به، وينبغي الإصرار والثبات على إنكار أعظم المنكرات العلمانية ومشتقاتها التي تتفنن في إبعاد دين الإسلام عن الحكم وعن الحياة.
من المبكر الحديث عن عملية بناء الدولة التي يتحدث عنها رجال السلطة المؤقتة، فعملية البناء ينبغي أن يسبقها عملية التغيير، أي تغيير الدستور ونظام الحكم والقوانين والأعراف التشبيحة وأعراف المحسوبيات والفساد، كما نسجل اعتراضاً على الطريقة التي يسيرون عليها من البناء على شكل وأسس النظام العلماني.
والحقيقة أن هناك صراعاً لم يُحسم بعد، ويحتاج من أهل الثورة الثبات في خندق الإسلام، ووجوب المطالبة بحكم الإسلام، وليكن ذلك الواجب على كل العاملين للإسلام، من الإخوان إلى حزب التحرير الى هيئة تحرير الشام إلى التبليغ، إلى المشايخ والفعاليات والوجهاء، الكل مدعو إلى خندق الإسلام، الكل مطالب بحمل قضية الإسلام، الكل عليه الثبات في الساحات والإصرار على هدف تطبيق الإسلام في الدستور والحكم والقوانين وكل مناحي الحياة.
هذه خطوة هامة في تثبيت النصر والبدء بعملية التغيير والبناء على أساس صالح هو دين الإسلام الذي لا يظلم أحد ولا يعتدي على إنسان يعيش في ظلال دولة الإسلام مهما كان دينه ومعتقده وعرقه ولونه.
والله نسأل أن يثبت كل من تكلم بالحق في تلك الحوارات وكل من يطالب بحكم الإسلام، ونحن واجبنا أن نؤيد العاملين لنصرة هذا الدين، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
محمد صالح
ناشط سياسي.
منتدى قضايا الثورة