أقلام حرة

سيد فرج يكتب: العلوم السياسية المتطاول عليها

للأسف… للأسف…

أن هناك “ملايين” ممن يهتمون بالأمور السياسية، ويتحدثون فيها بلا علم، وفي مقدمتهم دعاة، أو طلبة علم، أو قيادات وكوادر منشغلون بالعمل العام، وهم لا يعلمون.. أولا يدركون.. أولا يريدون أن يدركوا {أن السياسة علم مثل الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء}.

فيطلقون الآراء والتصريحات، التي هي أشبه بالفتاوى المضللة، والتي لا علاقة لها بالواقع أو الواقعة، فيتبعهم العامة والشباب على غير بصيرة ولا هدى، فيحدث مالا يحمد عقباه في التصور للواقع والوقائع والحركة على الأرض.

نعم:

{يمكن أن تتعلم فروع أو أحد فروع العلوم السياسية خارج جدران المعاهد والجامعات على يد من يتقن هذا العلم أو بمساعدته أو مساعدة مجموعة مجتهدة في طلب العلم السياسي الصحيح}.

ولكن لا تظن أنك يمكنك أن تتعلمها وتتقنها بالادعاء، أو الفهلوة، أو متابعة نشرة أو سماع شيخ أو مشاهدة فيديو أو قراءة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي!!!

وهناك أحداث ومواقف لها شق سياسي وآخر شرعي، فلابد لمن يتصدى لها بالتحليل أن يكون لديه الخلفية الكافية من العلم الشرعي والسياسي، لكي يحاول تحليلها أو التنبؤ بتطوراتها، أو يصفها بشكل مطابق لحقيقتها.

ملاحظة:

بالتأكيد ليس كل من تعلم السياسة يكون تحليله صحيح وقراءته مطابقة، فهو يصيب ويخطئ مثل العالم أو طالب العلم الشرعي، ولكنه يكون قد استفرغ وسعه ونال أجره.

ولكن بالتأكيد من ليس على علم، سيكون أغلب حديث خبط عشواء، وسيكون خطؤه أكثر من صوابه، وخطره وضرره أقوى.

لذا، أنصح أحبابي:

«أن يتريثوا في التحليل السياسي كما يتريثوا في الفتوى الشرعية، كما أنصحهم قبل أن يتبنوا رأياً سياسياً في أي حدث أن يجمعوا عنه المعلومات الكافية، ويسمعوا فيها الآراء المختلفة، ثم ينظروا فيها بتجرد، وإنصاف، وموضوعية، ثم بعد ذلك يعلنوا رأيهم، مع احترام الآراء الأخرى ومحاولة تفهمها وتفهم منطلقاتها».

{وهذا هو العلم والتعلم المقصود}

ويفعلوا ذلك في كل مسألة، حتى لا نقع في مأزق وشحناء وتلاسن وإضلال وتضليل عند كل حدث أو خطب.

تحياتي:

لكم أحبابي.

اللهم: انصر غزة وأهلها.

 اللهم: انتقم من الصهاينة ومن عاونهم ووالاهم تحت أي ذريعة.

سيد فرج

محامي - ماجستير سياسية واقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى