الأمة الثقافية

“سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ”.. شعر: الخليل بن أحمد الفراهيدي

سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ

وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ

وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَةٍ

شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمَثَلٌ مُقاوِمُ

فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ

وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ

وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا

تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ بِالعِزِّ حاكِمُ

وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن

إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ

—————————-

الخليل بن أحمد الفراهيدي

أَبُو عَبْدِ اَلرَّحْمَنْ اَلْخَلِيلْ بْنْ أَحْمَدْ بْنْ عَمْرُو بْنْ تَمِيمْ اَلْفَرَاهِيدِي اَلْأَزْدِيّ اَلْيَحْمَدِي اَلْبَصَرِيَّ المعروف بَالْفَرَاهِيدِي (100 هـ 170 هـ – 718م 786م)؛ شاعر ونحوي عربي بصري، يُعد عالمًا بارزًا وإمامًا من أئمة اللغة والأدب العربيين، وهو واضع علم العروض، وقد درس الموسيقى والإيقاع في الشعر العربي ليتمكّن من ضبط أوزانه، وهو أيضا أستاذ سيبويه النحويّ.

ولد في البصرة في العراق ومات فيها (تشير بعض المصادر إلى أنّه ولد في عُمان)، وعاش زاهدًا تاركًا لزينة الدنيا، محبًا للعلم والعلماء. وكان شعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متمزق الثياب، متقطع القدمين، مغمورا في الناس لا يعرف. قال النَّضْر بن شُمَيْل: ما رأى الراؤون مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه.

قدم الفراهيدي أول وأقدم قاموس للغة العربية باسم (كتاب العين) كما قدم نظام علامات التشكيل في النص العربي، وكان له دور فعال في التطوير المبكر للعروض وعلم الموسيقى والأوزان الشعرية. وأثرت نظرياته اللغوية على تطور العروض الفارسية والتركية والأردية.

وُصف بـ«النجم الساطع» لمدرسة نحاة البصرة، وهو عالم موسوعي وباحث، وكان رجلاً صاحب تفكير أصيل. كما وُصف بالرائد الأول لعلم المعجميات.

كان الفراهيدي أول عالم أخضع عروض الشعر العربي الكلاسيكي لتحليل صوتي مفصل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى