الثلاثاء مايو 21, 2024
تقارير

شم النسيم والقرآن الكريم .. هكذا فند داعية إسلامي مزاعم كريمة .. تعرف علي الأدلة

فند الدكتور عبدالأخر حماد احد المرجعيات الشرعية للجماعة الإسلامية المصرية المزاعم التي ساقها الدكتور أحمد كريمة الاستاذ بجامعة الأزهر حول ذكر “المناسبة التي يحتفل بها المصريون كل عام المسماة بشم النسيم في القرآن الكريم حيث ذكرت بأنها يوم الزينة بحسب كريمة

وقال حماس في تدوينة مطولة علي “فيس بوك “في مداخلة بأحد البرامج التلفزيونية ذكر الدكتور أحمد كريمة أن يوم شم النسيم مذكور في القرآن الكريم ، وذلك اعتماداً على ما ورد في بعض كتب التفسير من أن يوم الزينة المذكور في قوله تعالى : ( قال موعدكم يوم الزينة ). [ طه: 59]، هو “يوم النيروز “، الذي يفسره هو بأنه يوم شم النسيم .

وتابع حماد قائلا :وبعد كلام طويل لا طائل وراءه أكْثَرَ فيه أحمد كريمة من ذكر مصادره ومراجعه من كتب التفسير ، خلص إلى القول بأن الاحتفال بشم النسيم جائز لا حرمة فيه ؛لأنه لا يوجد دليل -بحسب زعمه – على حرمة ذلك الاحتفال. وتعليقاً على ذلك أقول :

واضاف لقد سبق لأحمد كريمة ترديد مثل هذا القول منذ سنتين أو ثلاث ، بل زعم وقتها أن نبي الله موسى عليه السلام قد احتفل بيوم شم النسيم . وقد رددنا عليه في حينها بما يبرئ كليمَ الله عليه السلام من مشاركة القوم الكافرين في عيدهم ، وبينَّا أنه عليه السلام إنما أراد فقط أن يُظهر صدق دعواه أمام أكبر عدد من الناس .

شم النسيم

وهنا والكلام مازال لحماد ستغل سيدنا موسي  يوم زينتهم -الذي يجتمعون فيه- ليكون هو اليوم الذي يتبارى فيه مع سحرة فرعون ، فيبطل سحرهم ويبين للناس ضلالَهم ، ولم يأتِ في السياق القرآني أنه عليه السلام قد احتفل معهم ولا شاركهم في شيء من مظاهر عيدهم .

واوضح حماد  أن كل ما أورده كريمة في إثبات أن يوم الزينة هو يوم شم النسيم ،لا يفيده شيئاً فيما أراده من إثبات دعواه بجواز الاحتفال بما يسمى “شم النسيم “، لعديد من الأسباب  :

أول الأسباب وفقا لحماد ليس هناك نص قطعي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أنَّ يوم الزينة المذكور في الآية الكريمة هو يوم النيروز . وأقوال المفسرين في ذلك متضاربة ، فقد قال ابن عباس كما في تفسير ابن كثير : إنه ( يوم عاشوراء )، وفي تفسير الطبري عن سعيد بن جبير :  (يوم الزينة: يوم السوق ) . وفي تفسير البغوي : (وقيل : هو يوم النيروز ) . والله أعلم بالصحيح من تلك الأقوال ،إذ ليس هناك دليل يرجح أياً منها ، فعلى أي دليلٍ اعتمدتَ في الأخذ بقول من قال إن يوم الزينة هو يوم النيروز ،وطرحِ ما عداه ؟.

وعدد حماد هذه الأسباب قائلا :ثم هب أنَّ يومَ الزينة هو بالفعل يوم النيروز ،فمن أدرانا أن يوم النيروز هو نفسه يوم شم النسيم . والمعروف أن يوم النيروز هو عيد فارسي وكردي قديم ، وهم لا يزالون يحتفلون به حتى الآن في تاريخ ثابت محدد ،هو يوم الحادي والعشرين من مارس كل عام . أما يوم شم النسيم فإنه متغير ليس بثابت في تاريخ محدد.

وعاد حماد للقول ثم لو سلمنا جدلاً بأن يوم الزينة هو يوم شم النسيم ،فإنه ليس هناك من دليلوٍ شرعي على أن مجرد الإشارة في  كتاب الله تعالى إلى يوم  معين تكفي لاتخاذ ذلك اليوم عيداً نحتفل به ؟. بل إن كون يوم الزينة هو يوم شم النسيم أدعى لمنع الاحتفال به . وذلك لأن يوم الزينة كان عيداً من أعياد الكافرين ، لأنه باعترافك كان من أعياد المصريين القدماء ، وهم كانوا قوماً وثنيين ( إلا إذا كنتَ ترى أن فرعون وقومه كانوا مسلمين موحدين ).

واستدرك الداعية الإسلامي البارز فإذا أضفنا إلى ذلك أن  يوم شم النسيم بشكله الحالي مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بعقائد النصارى ، فهو يأتي دائماً في اليوم التالي لما يسمى بعيد القيامة .

واستدل حماد بما ذكره  الشيخ عطية صقر رحمه الله في فتوى شهيرة له منشورة بكتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية : أنه لما دخلت المسيحية مصر ظل المصريون يحتفلون بشم النسيم ، ،ولكنهم أعطوه صبغة دينية مسيحية ،وصار مرتبطًا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة عندهم . أقول إذا كان الأمر كذلك فإن هذا أدعى لتحريم الاحتفال به ؛ لأنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بأعياد غير المسلمين ،ولا إظهار الفرح بها ،حتى لو كانت تلك الأعياد قد تحولت كما يزعم البعض إلى مجرد عادة أو مظهرٍ اجتماعي .والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى:

وساق حماد في سياق تفنيده لمزاعم كريمة فعن أنس رضي الله عنه قال : ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله قد أبدلكم  بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر “.

ولم يذكر أنس رضي الله عنه وفقا لحماد  أنهم كانوا يمارسون في هذين اليومين أيَّ مظهر ديني ، وإنما هما يومان لمجرد اللهو واللعب ، ومع ذلك نهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاستمرار في ذلك اللعب بقوله : “إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما ” ،إذ الإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدَل منه، فلا يجمع بين البدل والمبدَل منه،

وقال الحافظ ابن حجر بعد ما ذكر هذا الحديث : ” واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم ، وبالغ الشيخ أبو حفص الكبير النسفي من الحنفية فقال : من أهدى فيه بيضةً إلى مشرك تعظيماً لليوم فقد كفر بالله تعالى”. [فتح الباري ( 2/ 442].

-وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: ( نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَنحر إبلاً ببوانة –اسم موضع- فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا:لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَوفِ بنذرك، فإنه لا وفاءَ لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم ). [ أخرجه أبو داود (3313) وصححه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ، والألباني في صحيح أبي داود ].

أحمد كريمة

وعاد حماد للقول فإذا كان صلى الله عليه وسلم قد نهى المسلمَ أن يذبح في مكان كان فيه عيد من أعياد الجاهلية ،مع أنه يذبح لله تعالى لا إحياءً لذلك العيد ، فكيف لو كان يريد أن يحتفل بنفس ذلك العيد ؟ .قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ( ص: 191) : (فإذا كانَ ﷺ قد نهى أن يُذْبَحَ في مكانٍ كان الكفارُ يعملون فيه عيداً ،وإنْ كان أولئك الكفارُ قد أَسلموا وتركوا ذلك العيد، والسائل لا يتخذ ذلك المكان عيداً ، بل يذبح فيه فقط ، فقد ظهر أن ذلك سدٌ للذريعة إلى بقاءِ شيءٍ مِن أعيادِهِم، خشيةَ أن يكون الذبح هناك سبباً لإحياء أمر تلك البقعة ، وذريعةً إلى اتخاذها عيداً ) .

-و واستدرك حمادقائلا :  لا بد من قطع الطريق على أحمد كريمة وأمثاله ، الذين يتهمون كلَّ من خالفهم في مثل هذه المسائل ،بأنه متشدد متطرف ، أو أنه من المتسلفين- بحسب تعبير كريمة- . فلذلك أقول إنه ليس السلفيون فقط هم الذين يُفتون بحرمة الاحتفال بشم النسيم .

وخلص في نهاية تدوينته للقول : هناك علماء أجلاء من خيرة رجال الأزهر قالوا بذلك أيضاً . منهم : الشيخ على محفوظ رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء والمدير السابق لقسم الوعظ بالأزهر ،والشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر ، وشيخ المالكية وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد طه ريان رحمه الله .وحتى لا يطول المقال فإني سأورد بعض كلام أولئك العلماء في التعليقات ، فليراجعها من شاء

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب