قبل نحو عشر سنوات كتبت: ليذهب أصحاب نظرية التعايش إلى الجحيم.. إطلاله على المستقبل
لم يكن تصريح ترامب تجاه المسلمين تصريح عنصري ولا عنترية ولا تحليق في الهواء الطلق ولا نابع من عاطفة أو مشاعر شخصية عدائية ولا يملك ترف كل ما سبق ولكنه بحكم أنه -كان وقتها- مرشحًا جمهوري للرئاسة الأمريكية، ومن حقه الاطلاع على الخطط والمواقف الأمريكية للمؤسسات الثلاث ونظرتها المستقبلية والتي تنقل لغيره من المرشحين في الحزبين بمجرد تسجيلهم في سجل المرشحين..
ولا تستطيع المؤسسات إخفاء صغيرة ولا كبيرة عليهم وذلك لطرح وجهة نظرهم كمرشحين للرئاسة وكل مرشح حوله مكتب ودوائر للدراسات والتأهيل ومؤسسات تعد الإجابات والخطط والردود على التساؤلات..
وبحكم أنه جمهوري الهوى والمذهب وغالب وزارة الدفاع الامريكية من تملك غالب الأسرار هي والمخابرات الفيدرالية والأمن القومي فخرج منه التصريح مخرج المعلومات اليقينية وما الضجة التي واجهته إلا أنه بادر بالحقيقة قبل وقوعها.
وما كشفته التسريبات الصحفية والإجراءات التي تم تعميمها واتخاذها بعدم قبول صعود أسرة بريطانية مسلمة على الطائرة المتوجهة لأمريكا إلا مؤشر حقيقي على شكل المستقبل سواء أكان ترامب رئيس أمريكا أو غيره أو حتى مرشحًا من الحزب الديمقراطي.
وهذا بالقياس على إجابات أوباما التي كانت مغايرة للاتجاه الجمهوري المحافظ بالوعد بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق وتصفية مواقف المعتقلين بجونتانامو وطرح عدد من الإجراءات بشأن الاقتصاد الأمريكي والتي منح بناء عليها جائزة نوبل قبل مباشرته رسميا المسؤولية.
وفى الفترة التي ما بين انتخابه وتوليه المسؤولية وهي أربعة شهور يتسلم فيها كافة المعلومات من سلفه ثم يستأنف المسؤولية في حفل تنصيب.
ومما يؤيد هذه النظرة السوداوية لشكل المستقبل من جانب السياسات الأمريكية المستقبلية ما صرح به هيجل وزير الدفاع الأمريكي منتقدا أوباما والبيت الأبيض بشأن سياساته المترددة بشأن الشرق الأوسط وغيرها من ملفات وعلاقاته بالدول الإسلامية.
وتأييده لبوتين ومدحه لتدخله بسوريا وغيرها من تمددات عسكرية وجيوسياسية وفى الخلاصة بعد منع أسرة بريطانية مسلمه ولم تشفع لها جنسيتها، التي تحملها، تم منع وإلغاء رحلات عدد غير قليل من المسلمين وتم وقف برنامج الدراسات لقوانين الهجرة مؤقتا وحل محله أمر جد خطير ألا وهو ترحيل المهاجرين ومنع اللجوء للمسلمين.
فلا يغرنكم الردود العاطفية من الديمقراطيين ولا من غيرهم من أصحاب النظريات الفكرية والأدباء والصحفيين والفنانين، فكل هؤلاء لا يمثلون لصانع القرار الأمريكي والذي أخفق ترامب بالتصريح به قبل تنفيذه أي دور في صناعة القرار ولا الدراية به وإن كان معظمهم يعلم كيف يصنع القرار ويتخذ ثم يتولى كل هؤلاء بتحليله ووصفه وتبريره وتدعيمه والدفاع عنه بعد تحققه في واقع السياسة الدولية وليذهب أصحاب نظرية التعايش إلى الجحيم من كبيرهم لصغيرهم
ملاحظه ومعلومة علم اليقين ليس ترامب وهيجل ولا أمريكا وحدها من سيتخذ تلك القرارات والمواقف بل أعلنت أم العواجز وكافلة اللاجئين شمطاء ألمانيا بأنها ستعيد المهاجريين ولن تقبل كل من يطلب اللجوء وستطردهم وتعيد ترحيلهم بعدما تنتقى نوعية عمرية وشرائح تقبل الذوبان وتخدم الماكينات الألمانية والاقتصاد الألماني وسيتبعها كل أوربا فلينظر كل منكم أمره ويقدر للأمر قدره وليتأهل ويؤهل أهله أن العقيدة مفاصلة قادمة سواء أنت مصدق أو مكذب.. وليتحمل كل راع مسؤولية رعيته في الدنيا والأخرة.