أقلام حرة

عادل السويدي يكتب: هل يكون أبريل 2025 موعدًا لإنهاء نظام الملالي؟

(مارس وأبريل).. توقيت الغزو الأمريكي المتكرر لإيران والعراق واحتلالهما على مدى قرن.. فهل يكون ابريل 2025 الحلقة الجديدة؟

على مدى مئة عام اعتادت القوى الغربية على اختيار توقيت محدد لشن غزواتها العسكرية على منطقتنا، وخاصة في الكيان الإيراني المصطنع والعراق العزيز. فمنذ الحقبة الاستعمارية اعتمدت بريطانيا العظمى ومن بعدها وريثتها أمريكا، استراتيجية زمنية واضحة: تبدأ العمليات العسكرية في شهر مارس وتستكمل السيطرة والاحتلال خلال شهر أبريل.

يعود هذا النمط إلى عام 1925، عندما قامت بريطانيا بتوفير الغطاء الجوي والدعم الكامل للغزو الفارسي الشاهنشاهي لمملكة الأحواز العربية التي كانت تتمتع بسيادة وحكم عربي لمدة زادت على الـ550 عاما متواصلة، منذ مملكة بني أسد في العام 1388م ولغاية الغزو العسكري الفارسي لمملكة الاحواز/عربستان العربية في العام 1925م.

انطلقت العمليات العسكرية الشاهنشاهية والمدعومة بريطانيا وفرنسيا وقتها في فبراير، وسرعان ما تقدمت القوات الفارسية نحو شمال الأحواز، فاحتلت مدينة تستر (نقطة الضعف الجغرافية للأحواز)، قبل أن يصل الجيش الفارسي إلى العاصمة المحمّرة في 20 أبريل 1925 مسلحة بأحدث العتاد البريطاني والفرنسي.

لم يكن ذلك الحدث معزولا فقد شهدت العقود اللاحقة تكرارا لهذه الاستراتيجية، حيث دخلت القوات البريطانية والأمريكية إلى إيران والعراق في التوقيت ذاته، سواء قبيل الحرب العالمية الثانية أو بعدها. واستمرت هذه القاعدة حتى القرن الحالي الـ21، حين بدأ الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق في 22 مارس 2003، لينتهي احتلال بغداد رسميا في 12 أبريل من العام نفسه.

واليوم، ومع صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم مجددا في 20 يناير 2025، تصاعدت لغة التهديد العسكري ضد إيران وميليشياتها في العراق واليمن ولبنان وغزة. فقد ازدادت حدة التهديدات يوما بعد يوم، حتى جاءت تصريحاته الأخيرة اليوم الجمعة 7 مارس لتؤكد أن هناك تصعيدا غير مسبوق ضد ملالي طهران. فقد قال ترامب بوضوح إن العالم سيشهد قريبا «أحداثا مثيرة ضد إيران»، وأن الجميع سيرى ذلك بأم عينه!

إذًا وبناء على تجارب المئة عام الماضية يمكننا الاستنتاج أن المنطقة والعالم قد يكونان على موعد مع إنهاء نظام الملالي في أقصى حد خلال شهر أبريل القادم، في تكرار لنمط زمني أصبح يشكل بصمة تاريخية لكل تدخل عسكري كبير في المنطقة. فهل يكون إبريل 2025 امتدادا لهذه السلسلة وننتهي من شر الاحتلال الإيراني الفاشي وإلى الأبد الذي جثم على صدور الملايين من الاحوازيين والبلوش والآذريين والتركمان والأكراد؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights