عامر شماخ يكتب: عربياتٌ راقصاتٌ في الشوارع وغربيّاتٌ عائداتٌ إلى البيوت!!
من الظواهر المؤسفة على وسائل التواصل الاجتماعي انتشار «فيديوهات» رقص الفتيات، في المنازل والشوارع والمدارس والجامعات، بعد أن تجرّدنَ من الحياء، وفقدن الاحترام، وهذا أمرٌ لو يعلمنَ خطير، على دينهنّ ودنياهنّ؛ وإن وجدنَ فيه الشهرة ولاقين التشجيع اليوم فسوف يدفعنّ ضريبته الباهظة غدًا.
أمرَ الإسلامُ المرأةَ بستر مفاتنها عن الأنظار، وحفظ سمعتها من القيل والقال، أراد بذلك أن تعيش عفيفة وأن تموت شريفة؛ فإن لم تفعل امتهنت كرامتها، واسترخصت ذاتها، ووضعت نفسها في مواضع التُّهم، وماذا تنتظر من عيون الذئاب الشرهة الذين يشتهونها وقد رأوها متاحة على المشاع ليس وراءها ذو غيرة يدرأها عن هذه الأوحال.
والعجيب أن هذا الابتذال وذلك الترخّص في نساء العرب والمسلمين يظهر في حين تلتمس المرأة الغربية النجاة منه، بعدما مرّت بتجربة طويلة أدركت خلالها أن كرامة المرأة ومكانتها اللائقة بها ليست في تلك الحرية المزعومة التي وعدوها بها ثم وجدتها وهمًا وسرابًا، إنما حريتها الحقيقية في عدم اختلاطها بالرجال، وعدم الخضوع لهم بالقول، وستر مفاتنها عنهم، وقد أيقنت أن الرجل ينظر إلى المفرِّطة منهن كسلعة يمكن شراؤها لا كإنسانة مكرّمة خلقها الله لتشاركه الحياة وليكونا كالجناحين للطائر واليدين للإنسان.
لقد دفعت المرأةُ الغربية ثمن تفريطها من كرامتها، وإنسانيتها، وبينما ظنّت ذلك سعيًا ليكون لها شأن ومكانة، وجدت نفسها «سقط متاع» تهوي في بئر الرذيلة والهوان؛ ولأجل ذلك ظهرت دعوات وعلت نداءات، من داخل هذه المجتمعات نفسها، تحذّر من مغبّة استمرار المرأة في رعونتها، مضحية ببيتها وبدورها الذي خُلقت من أجله.
تقول الفرنسية «مريم هاري» في خطاب موجه إلى المسلمات: (يا أخواتي العزيزات! لا تحسدننا نحن الأوروبيات ولا تقتدين بنا، إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشترينا حريتنا المزعومة، إني أقول لكُنّ: إلى البيت، إلى البيت، كنّ حلائل، ابقين أمهات، كنّ نساء قبل كل شيء).
نشرت (ذي تايمز) بتاريخ 11/3/1999م: (معظم النساء الموظفات البريطانيات يفضلن العودة إلى المنزل، 24% من النساء يقلن إنهن فقدن الرغبة الحقيقية في العمل، ولم تعد لهن أحلام وطموحات في ذلك المجال). وفي أمريكا هناك 40 مليون امرأة يرغبن في العودة إلى المنزل؛ لتعرضهن لتحرشات قولية وفعلية، 6 ملايين امرأة من خريجات جامعات عريقة يرغبن في العودة إلى المنزل، تقول إحداهن: (لقد حطمتُ حياتي بخروجي من المنزل وترك بيتي وأطفالي وزوجي).
ومع أن المرأة في الغرب خسرت بيتها، زوجها وأبناءها، وفشلت في أن يكون لها أسرة طبيعية سوية، فإنها فشلت كذلك في تحقيق ما يضمن لها أمنًا نفسيًّا أو سلامًا داخليًّا.. إنها على الرغم من وصولها لأعلى المناصب القيادية، وتحقيقها الشهرة التي فاقت بها الرجال، فإنها كانت دائمًا تشعر بنقص لم يتمه سوى عودتها إلى بيتها وتربية أطفالها..
كانت «بريندا بارنز»، رئيسة عمليات شركة «بيبسي كولا» لأمريكا الشمالية، تحصل على مليوني دولار سنويًّا، وقد عرضت عليها الشركة راتبًا أكبر بمسئوليات أقل لإثنائها عن قرارها بالاعتزال، إلا أنها قالت: (كنت أحترق من جهتين، لقد قمت بجهود كبيرة جدًّا من أجل شركة «بيبسي كولا»، لقد كان لدي جدول مزعج ومتعب، وكنت أحضر موائد العمل من غداء وعشاء، وتضيف: إن ترك العمل سيكون مؤلمًا، ولكني أحتاج أسرتي أكثر). فهل تعي الحمقاوات العربيات المترخّصات هذا الأمر؟ اللهمّ اهدهنّ لما فيه الحق بإذنك.