أقلام حرة

عبد السلام محمد يكتب: خيارات إعادة التوازن في معادلة إيران – إسرائيل

اعملوا جردة حساب بين ما حققه الإسرائيليون وحلفاؤهم وما حققه الفلسطينيون وما حققه الإيرانيون وحلفاؤهم منذ بداية حرب أكتوبر في 2023.

 

الأمريكان وحلفاؤهم الإسرائيليين استغلوا كل الأحداث منذ تفجير برجي التجارة في نيويورك 2001 إلى اليوم ليضعوا العرب والمسلمين أمام خيارين إما التحالف معهم أو التحالف مع إيران.

 

في إطار نظرية تقاسم النفوذ في المنطقة بين إسرائيل وإيران تم اختراع لعبة حرب تقضي على أي خيار ثالث، وتخير المنطقة بين إيران أو إسرائيل فقط.

 

اختارت المقاومة الفلسطينية إيران وحلفائها كحليف، في ظروف معقدة إذ لا بديل هناك للتحالف مع جهة أخرى لمواجهة إسرائيل.

 

أعلن الحوثيون في اليمن وميليشيات الحشد الشعبي في العراق وسوريا وحزب الله في لبنان، الحرب ضد إسرائيل إلى جانب الفلسطينيين، لكن ماذا حصل بعد عشرة أشهر من الحرب؟

 

1- تم تدمير غزة وقتل وأصيب عشرات الآلاف من سكانها وتراجعت قدرات المقاومة الفلسطينية أمام الآلة الصهيونبة العاتية والمجرمة التي نكلت بالمدنيين.

 

2- حايد حزب الله فعليا على الأرض لمنع حرب إسرائيلية متوقعة ضد لبنان، واكتفى ببيانات عن عمليات وهمية يوميا غالبيتها تهديدات أو عمليات قصف لا تأثير لها على المعادلة.

 

3- اقتصرت بيانات الحشد الشيعي في العراق وسوريا على إدانة إسرائيل، والتنسيق مع حزب الله والحوثيين في ضربات بلا ضحايا ولا أهداف استراتيجية واضحة.

 

4-فتح الحوثيون حربا على السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في البحر الأحمر. وحققوا أهداف مهمة منها:

– لكسب شعبية في اليمن والمنطقة.

– التغطية على إيران وحلفائها بحرب لا تأثير لها على الوضع في غزة.

-قدموا لإيران سيطرة على البحر الأحمر وباب المندب بلا دم.

-خداع الروس والصينيين أنهم يقاتلوا الغرب للحصول على أسلحة نوعية.

-حرفوا بوصلة الإعلام عن جرائم إسرائيل في غزة.

– أعطوا مبررات للغرب في حرب إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية.

 

وبعد حوالي عشرة أشهر من إدارة إسرائيل وإيران للحرب، أصبح لدينا معادلة جديدة في المنطقة هي:

 

1- إسرائيل قوة غاشمة عززت نفوذها بالعنف

2- إيران تمددت أكثر وعززت قوتها وشعبيتها من خلال حلفائها بمبرر مقاومة إسرائيل.

3- العرب خسروا غزة وفلسطين وخسروا البحر الأحمر وبدوا تائهين بين دعم إيران أو التحالف مع إسرائيل.

 

كيف يمكننا تغيير المعادلة؟

دعم المقاومة الفلسطينية بعيدا عن إيران واستعادة قضية العرب وشعبية الأمة، في نفس الوقت هزيمة ميلشيات إيران في أكثر من مكان وأهمها اليمن لاستعادة نفوذ الأمة على البحر الأحمر وباب المندب.

 

النتيجة:

فرض طرف عربي ثالث في المعادلة، وإفشال مشروع تقاسم إيران وإسرائيل في المنطقة، واستعادة زمام الأمور.

 

أما في حال بقاء المعادلة بين إسرائيل وإيران فقط، فعلى الدول العربية انتظار تقسيمها وتمزيقها، وقبل ذلك إضعافها وإذلالها بالأزمات والحروب.

——-

عبد السلام محمد

مركز أبعاد للدراسات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى