أقلام حرة

عبد الله سعيد الصامت يكتب: الفرس أيضًا يخدعون

لم يكن العرب، وأصحاب النوايا الطيبة،

هم الذين يخدعون فحسب،

بل لقد خدع من قبلهم الكثير.

 

عندما تحدث شاه إيران!

إلى إحدى المذيعات على شاشة آل سي إن إن، بعد، نجاح الثورة وهروبه من إيران.

سألته؟

لماذا اسقطك الشعب الإيراني؟؟

اجابها بالنفي، وقال: بأن الشعب الإيراني، لم يسقطه وإنما الذي اسقطه «الشاباك»!!

أبدت تلك المذيعة استغرابًا وتعجبًا من هذه الإجابة!

التي لم تكن متوقعة!!

«جهاز المخابرات الإسرائيلي»، الذي كان يثق به الشاه إلى درجة كبيرة، ومنحة الكثير من الإخلاص والأموال!!

إذا كيف حدث هذا الأمر؟!

ولماذا اسقطه؟!

قال الشاه: بأنه ضُلل من قبل الجهاز، وأنه كانت تصل اليه معلومات غير صحيحة، حول ما يجري في الواقع داخل إيران، كما يجب.

قال الشاه: بأن جهاز الشاباك أوهمه بأن لا مشكلة لديه مع الشعب الذي يحبه،

وأن أصوات المعارضة كالحوزة الدينية من جهه،

وحزب تودة الشيوعي، وأمة إيران ومجاهدي خلق،

ليس لها تأثير، وماهي إلا أصوات نشاز، لا تشكل خطرًا على حب الشعب له.

 

الشاه قال هذا: بعد فوات الأوان، عندما تأكد له ان الشاباك كان يضلله ويخدعه، لصالح الحوزة الدينية.

فعلى الرغم من اتفاقات التعاون المشترك، بين الطرفين،

وتحديد الأهداف المشتركة،

إلا أنه تأكد بعد ذلك للشاه، أن هناك علاقات خفية من تحت الطاولة كانت تدار، بين الطرفين.

هذه العلاقة التي لم تكن في حسبان الشاه،

نتيجة لثقته العالية، في الشاباك.

السؤال؟

لماذا باع إن صح التعبير، جهاز الشاباك الإسرائيل،

حليفه الشاه الذي وثق به كثيرًا، وتقاسم معه المصالح المشتركة؟؟

الإجابة تكمن في أن، إسرائيل كانت على علاقة بالحوزة الدينية في إيران،

منذ وقت مبكر، وإن هذه العلاقة اقوى بكثير،

مما هي مع الشاه،

الذي اتضح في النهاية إنه مخدوع بشعارات الحوزة، المعادية لإسرائيل.

فلم يكن العرب وأصحاب النوايا، هم الذين يخدعون فحسب، فالفرس أيضًا يخدعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights