عبد الله سعيد الصامت يكتب: الهروب إلى الجنون

كل المفاهيم العسكرية تغيرت بعد سبعة أكتوبر،
فمعادلات القوة والتفوق والهيمنة والنفوذ، تغيرت في حرب غزة، وكأنها لم تجرب من قبل!
العالم لا يدرك مدى القلق الذي يعيشه نتنياهو والصهاينة،
على مستقبل الكيان،
بعد خسارته الحرب الأخيرة على غزة.
بعد أن استنفذ كل قوة أمريكا وحلفاءها في الحرب، ولم يبق لهم حيلة يمكن استخدامها
فلا القوة أصبحت ذات جدوى ولا الهيمنة لها تأثيرها.
لقد غيرت غزة نظريات الحروب.
لذلك تنفس الصعداء، عندما وجد أن الجنون ربما كان أخر الحلول، فآخر العلاج الكي .
إنها فكرة كتلك التي اكتشفها ارخميدس، وهو يغتسل
فخرج من غير يلبس ثيابه ينادي: وجدتها … وجدتها.
انها فرصته الذهبية التي لم يكتشف مثلها، في العصور الماضية.
إنها فكرة “استغلال الجنون”،
ولم لا فهذا ممكن عند العقلية اليهودية؟؟
، فاليهود بطبيعتهم يستغلون كلما يمكن استغلاله من أجل الوصول إلى الغايات،
فهم أصحاب مقولة: الغاية تبرر الوسيلة، وقد استغلوا الصراعات البينية، في البلدان العربية والجنس، والمال، والتجارة، والتجسس، والمخدرات، وكل شيء متاح يمكن استغلاله.
بعد أن عجز العقل الأمريكي عن نصرة الدولة اليهودية،
أسرع مستنجدًا بالجنون الذي وجده بوفرة عند هذا المتهور “ترامب”، صاحب، المفارقات العجيبة، والنزوات.
بالنسبة لنتنياهو يعتبر الملاذ الأخير والحصن المنيع الذي يمكن استغلاله.
ففي الجنون يمكن طرح اللا معقول بثقة كاملة، فالقضايا التي يراها الآخرون نشازًا، سيراها المجنون مقبولة والعيب الفاضح سيراه حشمة، والسيئة سيراها حسنة.
انه الجنون آخر الوسائل المتاحة المتبقية من أسلحة نتنياهو !،
سيأتي بها من أمريكا لعلها تنفعه.
بعد أن أتى بمختلف الأسلحة المدمرة، والأموال واستنفد كل إمكانات الدولة العظمى الأولى في العالم، واستغل هيمنتها ونفوذها، وهيبتها،
في كل الحروب التي شنها، في فلسطين وغيرها، وبقي الجنون، كآخر طلقة في جعبته.
لم يبق أمام نتنياهو سوى المراهنة على الجنون، كورقة أخيرة سيطرحها على الطاولة.
قبل أن ينعى في قرارة نفسه كيانه المحتل.
السؤال؟
هل اقتنع نتنياهو فعلًا أن الجنون يمكن أن يحقق مالم يستطع تحقيقه العقل؟
بالتأكيد فالغريق يتعلق بقشة.