عبد الله سعيد الصامت يكتب: بالصدق تتحقق الأماني

عندما يصدق المرء مع ربه ونفسه، تحقق له الأماني، لقد تتحقق للشهيد إسماعيل هنية أمنيتيه العظيمتين.
الموت في سبيل الله أسمي أمانينا، شعارًا طالما ردده إسماعيل هنية، في كل حياته، حتى أصبح يقينا وجزء من عقيدته.
لقد تربى عليه في صفوف الحركة، منذ اليوم الأول، وخالط قناعاته ومصداقيته، حتى أصبح هدفه.
من أجل تحرير القدس، الغالية إلى نفسه كان لابد أن يسلك هذا الطريق، وتكون هذه أمنيته.
لقد نال أسمى امانيه فعلًا، لأنه صدق الله فصدقه، فباع نفسه وماله وأهله لله الذي اشتراها منه كما يفعل المؤمن المجاهد الصادق.
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
التوبة (111)
لقد تحققت له أسماء امانيه، فهنيًا له تلك الأمنية.
ليس بالضرورة أن يرتقي شهيدا إلى ربه، بعد أن تتحقق كل طموحاته وامانيه وهو القائد الصادق، بل يكفي انه، قطع مرحلة جهادية، قاد فيها المقاومة، حتى وصلت إلى مرحلة الطوفان بعد أن أسلمها له عن ثقة، من سبقه في الجهاد والمقاومة.
لقد كانت امنيته الثانية التي تحققت.
«الطوفان» أمنية لإسماعيل هنية الثانية، شاهدها رأي العين، وهو الذي عاش حياته كلها، يعمل من أجل هذا اليوم، الذي شاهد فيه الطوفان، يتدفق ويتشعب، ليجتث، كل شيء امامه.
لما فأر التنور واستوت على الجودي، وتفجرت الأرض عيونًا، كان الطوفان حاضرًا يملأ كيانه.
كان إسماعيل هنية، يشاهد امنيته الثانية فيه تتحقق، واقع على الأرض، بعد أن كان حلما مستحيلًا.
لقد شاهد إسماعيل هنية، أن كفاحه وجهاده وتعبه ونصبه مع رفاقه، الذين حملوا، راية الجهاد معه، تصل إلى غايتها، ولم يكن هؤلاء بأقل منه تضحية، وبذلًا.
لقد أصبحت منيته الثانية حقيقة بارزة للعيان، وأصبح بلمسها بيده فتملأ قلبه وتقر بها عينه.
غادر هذه الحياة كما يغادر العظماء، بعد أن تحققت، له أمنيتاه فليذهب إلى ربه بنفسه الراضية المرضية.