أقلام حرة

عبد الله سعيد الصامت يكتب: عندما خيب الغرب ظن زيلينسكي

يشعر بالخيبه!، حتى أنه أعلن تذمره الواضح، من تجاهل طلباته ذات الأهمية.

حتى الذين كانوا متحمسين بشده، كالمستشار الألماني «أولاف شولتس» تجاهل طلبه، فأوكرانيا لم تعد القضية الأهم.

يشتكي الرئيس الأوكراني زيلينسكي، من أن الغرب في طريقه إلى التخلي عنه، وتركه يواجه مصيره مع الدب الروسي منفردًا، إذ خيب أمله، ولم يستجب لتلك المطالب التي قدمها، والتي كان يؤمل كثيرًا في الحصول عليها.

زيلينسكي قدم العديد من المطالب، منها صواريخ «تاوروس» وطائرات يصل مداها إلى العمق الروسي، وانظمة دفاعية حديثه، وذخائر، ودعم مالي،

لكن يبدو أن الغرب لم يعد متحمسًا للوقوف، إلى جانب أوكرانيا في هذه المرحلة، لانشغاله بالأمر الأهم، وهو ما يجري في منطقة الشرق الأوسط.

تضل قضية الشرق الأوسط، وموضوع حماية إسرائيل، هي القضية الأولى بالنسبة له، فهو لازال يضع الإسلام،

 العدو الأول، الذي يجب إيقافه، وكبح جماح خطره، حتى وإن كانت روسيا والصين في طريق الهيمنة على الأسواق العالمية، وضرب الاقتصاد.

 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، صرح مسؤولون أمريكيون وبريطانيون منهم، رئيسة وزراء بريطانيا، آنذاك «مرجريت تاتشر»، أن العدو الأول هو الإسلام،

وقالت ذلك عندما سؤلت؟

 عن مصير حلف الأطلسي، هل سيتفكك بعد أن انتهى الهدف الذي تشكل من أجله؟

 فقالت: إنه لن يتفكك لأن هناك عدو (الإسلام).

هذا الأمر، الذي على إثره انصرفت أمريكا لمحاربة، ما يسمى «بالإرهاب» في كل مكان من العالم.

ترك الغرب الوقوف إلى جانب أوكرانيا، أو هم في طريق ذلك، وتركوها فريسة لوحدها أمام الدب الروسي، على الرغم من أن الاسلحة التي طلبها زيلينسكي متواضعة جدًا، بالنسبة لما قدم إلى إسرائيل والتي كان آخرها نظام “ثاد” الذي لم يحلم زيلينسكي بالحصول عليه، ولو حلمًا، طائرات إف 35، قدمتها أمريكا إلى اسرائيل قبل، سنوات في حين يطالب زيلينسكي، بطائرات إف 15 ولم يحصل عليها.

هكذا ستفعل أمريكا مع تايوان، إذا ما اجتاحتها الصين، فالصين كذلك ليست العدو الأول في نظر أمريكا، على الرغم من أنها تقتحم السوق الاقتصادي العالمي.

 ستترك تايون، تواجه مصيرها بنفسها أمام التنين الصيني، بعد أن تعدها بالدعم.

لن يشغل أمريكا عن مهمتها الأولى شيء وهي حماية إسرائيل، وضرب كل ما يسمى خطر يهددها.

حقيقة لا يمكننا انكارها، ونحن نعيش في هذا العصر بكل ما يحويه بأن أمريكا لا تحارب من أجل المصالح الاقتصادية فقط، كما تقول:

أنها محبوسة بعقلية بوش الابن، عندما قال: قبل غزوه للعراق، (أنها حرب صليبية على الإسلام) وإن قال بعدها: أنها زلة لسان فكل إناء بما فيه ينضح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *