عبد الله سعيد يكتب: استغفال العقل
«المغفل» هو مصطلح يستخدم في اللغة، للإشارة إلى شخص يظهر سذاجة أو قلة في الوعي، ويتصف بعدم الحذر والانتباه.
المقولة الشهيرة التي قالها «يوزف غوبلز» وزير الدعاية النازية الألمانية، في عهد ادلف هتلر (أكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس).
كانت مقولة استخدمها “غوبلز” لاستغفلا الشعوب بكاملها، والاستهتار بعقلياتهم.
كانت الاستراتيجية لتضليل الرأي العام، وتشويه الحقيقة، اعتبرها كجزء من المعركة حسب اعتقاده، فالتكرار المستمر للأكاذيب، يؤدي في النهاية إلى تصديقها من قبل الجمهور (الرجل القش) -حسب تعبيره-.
فعلًا استطاع بهذه الاستراتيجية، التي وجدت قناعة وحماسًا لدى الإعلام النازي، الذي اندفع يطبقها بقناعة، من تحقيق أهدافه، في تضليل الرأي العام في أوروبا، وتزيف الحقائق.
نتج عن هذه السياسة تحفيز الدعم الشعبي للحرب، وساهمت في تبرير الاحتلال النازي لأوروبا، وساهمت في تبرير الهولوكوست،
الأمر الذي أدى إلى انقسام أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
كما وقع تأثيرها على الصعيد الاجتماعي،
إلى انتشار الخوف والقلق والهزيمة النفسية في أوساط المجتمعات المستهدفة، وانتشار الكراهية والعداء، والانقسام الاجتماعي، كما انعكست على الصحة النفسية للأفراد.
في اليمن مورست استراتيجية «غوبلز» على أشدها من قبل الحوثي.
الكثير يعتقد أن أسلوب التضليل الفج والمشين، الذي صاحب هذه الحركة، لم يكن مدروسًا….
خلال فترة الحرب والتمردات، التي قامت بها الحركة، مارست استراتيجية التضليل الشامل،
بشكل كبير تجاوز حدود العقل،
على مستوى كل الوسائل المتاحة،
ابتداء بالشعار الذي رفعته، ويردده منتسبوها ومناصريهم في كل الأماكن والمناسبات،
إلى التضليل الشامل، في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إلى الخطاب الديني، في المساجد والمحاضرات والتوصيات.
كل هذا وغيره استخدمه الحوثي في الحرب الإعلامية وتحريف المفاهيم السليمة لدى الشعب اليمني، وتطبيق استراتيجية «غوبلز».
الأمر الذي أدى إلى انقسام المجتمع، وانتشار الكراهية، والاستخفاف بعقلية الإنسان، وعدم احترام مشاعره الدينية، التي تحرم الكذب.