مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: الأمة بين الاصطفاف والتمدد الصهيوني

بعد مرور قرن من مشروع الصهيونية العالمية الرامي إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين يجمع شتات العصابات الصهيونية حول العالم وكان من لوازم هذا الهدف الجهنمي عدة آليات منها:

إقامة المنظمات الدولية العميلة عند عصابات اللوبي الصهيوني في جميع دول أوروبا وأمريكا لتشكيل دعم خادم للمخطط الصهيوني.

العمل على هدم وتفتيت بلاد العرب والمسلمين بما يخدم مخطط التمدد الديموغرافي الصهيوني على الأرض الفلسطينية والعربية للدول المجاورة.

تنفيذ مخطط تدمير العراق والشام عقب احتلال العراق عام  2003 وتسليم الشام لشيطان النصيرية الذي قتل النساء والأطفال وحرق الاخضر واليابس ونفذ مخطط التهجير لملايين السوريين مما أعطى اليهود الضوء الأخضر في تنفيذ مخطط التهجير للمواطنيين الفلسطينين.

إشعال فتيل النزاعات السياسية داخل بلاد العرب بحيث يتم تقسيم كل دول المنطقة العربية الى دويلات حسب الجهات الأربع أو طبيعة التوزيع الجغرافي للتنوع القبلي أو المذهبي أو المسميات الوظيفية للتيارات السياسية المتنازعة حول رؤية أو قضية فكرية جعلوها صنما يعبد.

ليس أمام الأمة العربية والإسلامية بصفة وشعوب الدول المجاورة لإسرائيل بصفة خاصة خيارات افضل من الاصطفاف لمواجهة هذا المخطط الجهنمي والبداية تكمن في الخلاص من عصابات الميلشيات الإرهابية الإيرانية في العراق والشام ولبنان ليكون الاصطفاف ربانيا خالصا متوافقا مع موروث الأمة زمن الفاروق عمر بن الخطاب وعهد صلاح الدين الايوبي حين أدرك أن الخلاص من الباطنية الفاطمية الشيعية هي طريق تصفية الأمة من رجس المناهج الفكرية الكفرية والضالة خاصة الخمينية والقبورية وما شابهها.

يجب أن نفهم بأنه كلما تمددت المناهج الفكرية المعادية داخل الامة مثل الباطنية الخمينية أو العلمانية أو الحزبية المغالية المفرطة في فهم مفردات الولاء والبراء وقعت الأمة في كوارث ممهدة لمصالح العدو الصهيوني الخبيث.

يجب أن ندرك أن منهج المقاومة للمشروع الصهيوني ليس فكرة أحادية نابتة من عقل فرد أو مجموعة بل رؤية شاملة موروثة عن ربانية هذا الدين تستثمر أهل الطاعة وتصنع من مفردات الخير عند العصاة أمثالنا تيارا فكريا لنشر الوعي أو تحقيق الإصلاح الشامل أو تقليل حجم تبعات التمدد العلماني الخادم للصهيونية والهلاك الباطني المؤسس لتجديد جاهلية ساسان تحت شعار الحكم الخميني أو الحوثي أو الصهيوني المغتصب لبلاد المسلمين.

من العقل والرشد الفكري القيام بمصالحة مجتمعية داخل بلاد العرب لتخفيف حدة النزاع والصراع الخادم للباطنية والعلمانية المتربصة والتي تعتبر طابور خادم لمخطط الهدم المجتمعي لتحقيق مصالح بني صهيون.

يجب توقف غربان صناعة الطائفية والمذهبية المنحرفة عن بث سموم الطعن في الشريعة الإسلامية والعلماء الداعين لها والعاملين على تحكيمها في واقع الأفراد والأسرة والقرية والمدينة والدولة والأمة.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى