عبد المنعم إسماعيل يكتب: القلم السلفي بين الغربة والأمل

قال تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ.} سورة القصص
إن رجس المفاهيم الانتكاسية التي يخرج نتن ريحها من تصورات المناهج الأرضية المدخلية والتي تهدف إلى تحويل الأمة الى أدوات ترسيخ الجهالة والجاهلية المعاصرة حين تمدح الطغاة لقوة إذناب البقر بين أيديهم لم ولن تنجح لفقد ربانية الطهر في البراء الشامل من هوس الطغاة الهالكين في تيه الأنا وران الذاتية الموروثة عن ما اريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد وهذا ليس معناه الاستسلام المطلق لكل تصور استعجالي فاقد لموازين القوى الفاعلة على الأرض فانتبه يحفظ الله الموحدين.
كن مدركا أن التحديات العالمية لن يقف أمامها عقل طائفي محق الأمة الجامعة في راية محدثة مهما كانت بل الذي على هذا العقل الرشيد هو بعث الامل في النفوس والعقول والقلوب في الأفراد والأسر والجماعات البشرية لتنجح في بناء الوعي الأممي الرشيد الذي ينتج من خلاله معايشة ربانية وقدرية المدافعة بين الحق الكامل والباطل الفاشي وهنا مجمع التوفيق للأمة العربية والإسلامية حيث معايشة الهدف بطبيعته الربانية وفهم الخطر بطبيعته الجاهلية متجددة المكر والكيد.
كن على بصيرة بأن هذا الدين العظيم لن ولم يهزم بشكل عام أمام الباطل الجاهلي مهما حاول المجرمون المنافقون تسويق الانتكاسة والردة الفكرية على أساس حكمة إدارة المشهد ابدا.
إن الثبات حتى الممات لا يعني تجاهل فقه إدارة المشهد السياسي بما يحقق المصالح اليقينية ولا يعني أيضا الاكتفاء بعقيدة المظلومية الجاحدة لحقيقة الصراع وطبيعة الوسع الحاكم لأصحاب الجحيم الطغاة وأصحاب النعيم الأولياء.
إن هذا الإسلام الذي ننتسب إليه وندعو الناس إليه ونوالي على مفرداته العقدية والفكرية والسياسية والاقتصادية مدركين دروس التاريخ وحجم الواقع ومستشرفين تحديات المستقبل يدفع القادة لحراسة الإتباع فالمفاهيم الصفرية في الصراع العالمي لا تقوم على دماء المستضعفين فقط بل على أساس حراسة طبيعة البنيان العقدي للأمة والإسلام بلا تمييع أو تدليس أو تلفيق منهجي مصنوع من تيه التصورات المتغيرة لشدة مكر أو ران العشوائية المفارقة لأدبيات الصراع السنني الذي يظهر من خلاله اثار الاظهار للأسماء الحسنى والصفات العلى لله رب العالمين.
إن ربانية الانتساب للإسلام والسنة والأمة تصنع في العقول والنفوس والجماعات البشرية الأممية دروبا من بصيرة شاملة تربي الفرد لتجعل من الأمة غاية وتصون الأمة من خلال عقيدة الفرد المستقيمة بعيدا عن ضلال المهووسين بعصمة ولي الأمر أو الملازمين لخلل الاستعجال الذي يحرق الأخضر واليابس بلا رؤية رشيدة الا إطلاق الاوصاف على الاعيان إرضاء للهوى أو لتلميع تجارب تحولت بمرور الزمن لكوارث والله المستعان.
خلاصة القول:
إن الإسلام الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وفهمه الصحابة رضي الله عنهم لا ينتصر في غفلة من أهل الجاهلية بل في قمة البغي والإدراك والبصيرة المختلة التي اعتمدت على الدنيا بكل ما فيها وهجرت الربانية التي نزلت من السماء لذا نقول بوضوح التمكين لهذا الدين لا يأتي عشوائية ولا في ظلام الليل ولا في ضعف أهل الباطل بل في قمة استغناء الجاهلية بالدنيا عن الله ومنهجه المعصوم فيكون قدر الله الحكيم بالتمكين للمؤمنين الذين يعملون لله لا للمناهج المصنوعة من بقايا الهوى الذاتي أو المكتسب من ران التيه العالمي أو خلل الطائفية البديلة .