عبد المنعم إسماعيل يكتب: قضايا الالتزام.. قبل أن يجف جذر القلب


قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. صدق الله العظيم
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ، فمن كانَت فَترتُهُ إلى سنَّتي، فَقد أفلحَ، ومَن كانت إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ. مسند أحمد، وصححه الألباني.
أخي المسلم الحبيب: هل تشعر بفتور القلب مع قضايا الالتزام؟
هل اصاب عقلك الملل من ضغط الواقع المعاصر الناتج عن جلد الفاجر وعجز الثقة؟
هل تغيرت أولوياتك في الواقع الخاص بك؟
حذاري أن تكون سببا في شماتة المحيطين بك عندما يرون هزيمتك النفسية واضحة؟
راجع نفسك وتذكر أنك تعمل لله رب العالمين سبحانه وتستعد للامتحان الأكبر الذي اقترب موعده في كل فعل تقدم عليه حين تنتصر لهواك وتهزم السنة المحمدية والشريعة عندما يكون المعيار هو التوافق مع المجتمع وليس الإصلاح له رغم أنه طريق مليء بالصعاب والخصوم.
لماذا توافق عقلك وقلبك مع الهوى الذي كنت تحاربه قبل عقود هل تغير الدين أم نجح الهوى والشيطان في مسخ طبيعة قلبك وعقلك؟
هل تذكر عبودية الثبات على الدين والثبات حتى الممات؟
اسمح لي أن أطرق أبواب عقلك وقلبك من جديد واذكرك بقضايا الالتزام:
القضية الأولى:
العبودية لله رب العالمين وصحبة اليقظة في نصرة التوحيد الخالص بصورته الجامعة لله رب العالمين والعمل بالسنة المحمدية في كافة نواحي الحياة بعيدا عن خلل الانحراف القائم على الالتزام الجزئي أو التدين في قضية والجهل والجاهلية في قضايا أخرى.
القضية الثانية وهي نتاج الأولى:
مواجهة الشرك والبدع في كافة نواحي الحياة وخلل الطرق القبورية البدعية التي مسخت حقيقة التوحيد الخالص لله رب العالمين وجعلته عبارة عن اوراد شركية وعبادات شكلية تخلط بين الحق والباطل في كيان وهمي اسمه الوسطية المزعومة والتي في حقيقتها هي براثن الهوى المتجمع نتيجة مخالفة السنة المحمدية وفهم الصحابة رضوان الله عليهم بالاعتماد على مشايخ التدليس المنسوبين إلى التصوف المختل نتيجة تحاكم العقل الغير صريح للنص الغير صحيح ومن هنا تكون الباطل المجتمعي الذي هدر وهدم حقيقة التوحيد الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
القضية الثالثة:
ملازمة علاج الفتور المتجدد من خلال الحرص على صحبة فاعلية الدعوة وسلامة الصحبة والاستغفار والدعاء المستدام لله رب العالمين ودوام العمل لنصرة الدين في حياة الداعية الخاصة والعامة لأن هذا الدين جاء لنعيش معه بصدق الانتماء وليس مجرد البلاغ الباهت الذي يحسنه الكثير من أبواق الانقلاب الفكري والنفسي الذين يكثرون القول مع صحبتهم للهزيمة النفسية على دركات الفعل والواقع الذي يسوء بهم قبل جناية خصومهم.
يجب أن نفهم إذا كان التدين أو الالتزام يستهدف اصلاح الفرد والأسرة والقبيلة فليس معناه تجاهل القضايا العربية والإسلامية على كل الجغرافيا العربية والإسلامية فكما أن قضية فلسطين المحتلة من الصهيونية والعراق المحتل من الصفوية الخمينية المجرمة يجب أن لا نتغافل عن الأحواز العربية المحتلة من الفرس الإيرانيين عام 1925وكذلك عدم التجاهل لبلاد المسلمين المحتلة الاندلس الأموية الرشيدة أو بلاد الإسلام في شرق آسيا أو افريقيا بعد كارثة سايكس بيكو الظالمة.
إذا كان الالتزام يهدف إلى يقظة العقل والقلب والروح في لزوم العبودية لله رب العالمين هذا ليس معناه تجاهل الخطر العلماني الفاشي المدمر للعقل الجمعي الأممي للعرب والمسلمين.
إن الالتزام الشامل يوجب الوعي المدرك لخطر كافة المذاهب الجاهلية المعاصرة سواء كانت صهيونية أو باطنية أو خمينية أو علمانية أو طائفية حزبية مدمرة لكيان الدولة والأمة العربية والإسلامية.