علاء أبو بكر يكتب: هل يمثل ترامب بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية؟

يبدو أن دونالد ترامب يمثل تحولًا في النهج الأمريكي من كونه إمبراطورية كبرى إلى دولة قومية هي الأقوى عالميًا، تركّز على مصالحها المباشرة فقط.
هذا التوجه يحدث صراعًا بين منطقين:
الأول، تقوده النخب الديمقراطية والليبرالية الأمريكية،
يرى أمريكا إمبراطورية مهتمة بقيادة النظام العالمي من خلال الهيمنة الناعمة والخشنة.
أما الثاني، وهو الآخذ في الصعود مع الجمهوريين والمحافظين والقوميين،
فيعيد تعريف أمريكا دولةً تسعى لتحقيق مصالحها القومية فقط، بعيدًا عن تحمل أعباء العالم.
ولعل من أبرز مظاهر هذا التحول وتقليص الإمبراطورية هو إضعاف وكالة التنمية الدولية (USAID)،
حيث عمد ترامب إلى تقليص ميزانيتها وإضعاف برامجها، مما انعكس على تقليص المساعدات الخارجية التي كانت أداة رئيسية في تعزيز النفوذ الأمريكي الناعم.
إن تراجع هذا المشروع الإمبراطوري قد يفتح المجال لصعود دول أخرى وقوى إقليمية «مثل تركيا»
تبحث عن مكانة في الوضع الدولي الجديد بما يخدم مصالحها بعيدًا عن الوصاية الأمريكية.
«أمريكا أولًا» أصبحت الشعار الذي يعكس نهج ترامب؛
فهي غير مهتمة تحت حكمه بتصدير نموذجها أو الديمقراطية معيارًا للحكم،
وقد أشار ترامب نفسه من قبل إلى أنه لا مانع لديه من دعم «ديكتاتوري المفضل في مصر» ما دام يحقق مصالح أمريكا.
ومن ركائز ما يسعى له ترامب في هذا المشروع والتي لم تتغير، دعمه للاحتلال باعتباره ركيزةً ثابتة في سياسته
وهو ما يفسر حالة الضغط الحالية في ملف التهجير على من لا يرى لهم وزنا من حكام العرب،
مما يجعل المقاومة الإسلامية حائط الصد الأخير أمام محاولات فرض واقع الهيمنة والاعتداء على مقدسات الأمة.
ويبقى سؤال هذه السنوات: هل يمثل ترامب بداية نهاية الإمبراطورية الأمريكية؟