أقلام حرة

غسان حداد يكتب: إلى أبناء وقيادات الحركات الإسلامية

غسان حداد يكتب: إلى أبناء وقيادات الحركات الإسلامية

 إن طوفان الاقصى هو جزء من معركة شاملة ستحدد مصير المنطقة والعالم لعقود قادمة وتجنب الاشتراك فيها هو إعلان مسبق للهزيمة..

فأي محاولة لعدم المشاركة في هذه المعركة طلبا للسلامة سيمكّن للعدو الصهيو-صليبي التحكم بمفاصل الأمة وسوقها لمربع العبودية له، وسيدفع الأمة دفعا في السير بسرعة على طريق تخلي الأمة عن دينها.

على أبناء وقيادات الحركات الاسلامية في العالم العربي والاسلامي أن يدركوا ويؤمنوا إيمانا عميقا، لا يشوبه شك، يتحول إلى سلوك على الارض بالنقاط التالية:

– إن كلفة خذلان أهلنا في غزة لا تقارن بكلفة نصرهم بالأنفس والسلاح والمال مهما بلغت، فكلفة التفريط بنصرتهم ستؤدي الى ضياع الدين والتعرض لغضب الله:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (39)

– إن التضحيات العظيمة والدماء الطاهرة التي يقدمها اخواننا في غزة اليوم هي في سبيل الدفاع عن الأمة ومقدساتها وإذا ما سمحنا لأمريكا ولإسرائيل بالانفراد بهم والانتصار عليهم فإن الهدف التالي لهم سيكون هدم الأقصى والاستيلاء على مكة والمدينة ورفع راياتهم من جديد على حصون خيبر.

– إن حجم خسائر الأمة الناتجة عن الحروب الداخلية التي أشعلتها أمريكا لصالح إسرائيل أكبر من الخسائر المتوقعة لأي معركة ستخوضها الحركات الإسلامية الآن مع العدو نفسه ومع اذنابه، هل تذكرون عدد الحروب الداخلية المشتعلة داخل الأمة الآن وهل يتراءى لكم عدد المدنيين الذين يقتلون الآن في السودان لوحده بسبب الحرب التي يشعلها أذناب الصهاينة هناك؟!

– إن طوفان الأقصى هو الفرصة الاستثنائية الى نقل المعركة من ساحة الامة الى ساحة العدو، وإذا أضعنا هذه الفرصة فسيعيدنا العدو الى المربع الاول وهو الحروب الداخلية الباهظة الثمن ولنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان ومالي والصومال وغيرهم عبرة.

– إن طوفان الاقصى فرصة تاريخية واستثنائية ان ضيعتها الحركات الإسلامية اليوم دون المشاركة الحقيقية الفاعلة فيها فستدفع أثمانا باهظة جدا غدا وستكون هذه الاثمان اضعافا مضاعفة عما ستدفعه لو انها انخرطت بشكل حقيقي في هذه الحرب

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}

[الأنفال: 73]

– إن السلامة الحقيقية للحركة الاسلامية هي بالمشاركة الفاعلة والحقيقية بمعركة طوفان الاقصى وتحويلها الى معركة للامة، وان التهلكة الحقيقية للامة هي بتخليها عن غزة وتركها تقاوم المشروع الصهيوني صليبي لوحدها.

يا أبناء الحركة الاسلامية وقادتها يقول الله تعالى:

{وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195]

فهذه الآية الكريمة ذكر أهل التفسير أنها نزلت في الأنصار لما أرادوا أن يدَعوا الجهاد، وأن يتفرغوا لمزارعهم، فالإلقاء باليد إلى التهلكة التأخر عن الجهاد، هذا ما أقره الله، ان تأخرنا عن نصرة غزة بعد كل هذه الدماء ما هو في حقيقته الا إلقاء أنفسنا في التهلكة المحققة لا محالة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى