الأحد سبتمبر 8, 2024
انفرادات وترجمات

فايننشيال تايمز:الشرق الأوسط لن يعرف الاستقرار حتي لو انتهت حرب غزة

قالت صحيفة “الفايننشيال تايمز ” البريطانية  أن أخبار الشرق الأوسط تهيمن عليها الأمور الفلسطينية والإسرائيلية هذه الأيام  من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المثير للجدل في الكونغرس الأمريكي إلى قرار محكمة العدل الدولية بأن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية يعد انتهاكًا للقانون الدولي، يبدو أن هذا هو الموضوع الوحيد الذي يتم مناقشته “مع اهتمام هامشي ” باتفاق دفاع محتمل بين السعودية والولايات المتحدة).

واشارت الصحيفة البريطانية  في تقرير لها ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية ” إلي أنه من الطبيعي أن تحظى الحرب المدمرة التي استمرت تسعة أشهر في غزة، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، بالكثير من الاهتمام. لكنه أيضًا يعد ستار دخان مفيدا للقادة السلطويين في جميع أنحاء الشرق الأوسط الذين يستغلون هذا الوقت لمواصلة تآكل الحريات في العالم العربي.

ووفقا للصحيفة ففي مايو الماضي ، حل حاكم الكويت البرلمان الصاخب الذي تهيمن عليه المعارضة، وهو أمر نادر في الشرق الأوسط، لمدة تصل إلى أربع سنوات. لم يتصدر ذلك العناوين الرئيسية. في نفس الشهر، اعتدت الشرطة التونسية على المحامين واعتقلت عددًا منهم وداهمت مكاتب نقابة المحامين، كجزء من حملة مستمرة على المعارضة.

واستدركت الصحيفة البريطانية قائلة :لم يكن هناك سوى اهتمام دولي قليل. في يوليو، حيث عقدت الإمارات محاكمة جماعية لحوالي 80 معارضًا ونشطًا سياسيًا، وأصدرت 43 حكمًا بالسجن المؤبد بتهم تتعلق بالإرهاب. تم الحفاظ على معظم التفاصيل سرية.

وفي الوقت نفسه، في السعودية، كشف عبد العزيز المزيني، صانع أفلام الرسوم المتحركة الشهير، الذي لديه عقد لمدة خمس سنوات مع نتفليكس، أنه قد حكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، رغم أنه لا يزال حرًا في منزله. إحدى رسومه المتحركة ظهرت وكأنها تدعم تنظيم الدولة الإسلامية، وتم اتهامه بدعم الأيديولوجية المتطرفة. هذا الأسبوع، اعتقلت مصر الرسام الكاريكاتوري أشرف عمر الذي انتقد انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. تم تعصيب عينيه وأخذه من منزله عند الفجر.

وتستمر القائمة. لم أذكر حتى سوريا والسودان. يمكنك القول أن هذا مجرد يوم آخر في الشرق الأوسط. أو أن السياسة الداخلية والقمع في جميع أنحاء المنطقة ليس لهما علاقة بغزة والقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن لهما كل العلاقة بذلك.

وعادت الصحيفة للقول :لعقود، سحق الأنظمة العربية المعارضة، جمدت الإصلاحات، ولقنت الأطفال، ونفخت ميزانيات الدفاع على حساب التقدم الاجتماعي، وكل ذلك باسم فلسطين. المقولة العربية الشعبية للتجمع في أوقات الحرب تُترجم تقريبًا إلى: لا ينبغي أن يرتفع أي صوت فوق صوت المعركة – المعركة هي تلك ضد إسرائيل.

مظاهرات في الأزهر

تم استخدام هذا الشعار  لأول مرة من قبل جمال عبد الناصر في مصر، واستخدمت لإسكات الانتقادات بعد هزيمته في حرب الأيام الستة عام 1967.

بعد عقود، جاءت الانتفاضات العربية في عام 2011 ضد هذه القبضة الخانقة. خرج الملايين إلى الشوارع يطالبون بالحرية والعدالة ومستويات معيشية أفضل. لم يكن هذا إنكارًا لأهمية القضية الفلسطينية في قلوب العرب. لكن الناس بدأوا يدركون أن التركيز عليها على حساب كل شيء آخر كان يعوق تقدم المنطقة.

فيما قضت الثورة المضادة على آمال المتظاهرين من مصر إلى سوريا. الآن، حولت الحرب في غزة الانتباه مرة أخرى إلى فلسطين، وهي جرح متقيح، وقضية عاطفية للغاية، تتحدث إلى الناس من القاهرة إلى نيويورك إلى كوالالمبور – وتضع الحكومات العربية في خلاف مع مواطنيها.

ومن المهم الإشارة إلي أنه تم إسكات التعبيرات العلنية عن الدعم لغزة في دول الخليج حيث يتنقل الحكام بين استقرار النظام وعلاقاتهم مع إسرائيل. كافحت الأردن للسيطرة على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الغاضبة التي تهدد بأن تصبح مناهضة للحكومة.

وسمح الرئيس المصري لفترة وجيزة بالاحتجاجات المؤيدة لغزة فقط ليجد أن بعض الحشود كانت تهتف: “خبز، حرية، عدالة اجتماعية.” انتشر القمع على التضامن الفلسطيني إلى إسرائيل نفسها، حيث استهدفت الحكومة اليهود الإسرائيليين والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

يوُستخدم الصراع الآن أيضًا في واحدة من أسوأ حالات “ما الذي يجري؟” التي يمكنني التفكير فيها فيما  يجادل البعض بأنه من غير المقبول مناقشة الحرب المستمرة لرئيس سوريا بشار الأسد ضد شعبه بسبب موقفه التقليدي المناهض لإسرائيل: “هل رأيت ما تفعله إسرائيل؟” يجادل آخرون بالعكس: “إسرائيل تقتل الفلسطينيين؟ ماذا عن مئات الآلاف الذين قتلهم بشار؟”

وخلصت الصحيفة في نهاية تقريرها :لن تُحل المشكلات النظامية في الشرق الأوسط بطريقة سحرية إذا ومتى قامت دولة فلسطينية. لكن بنفس القدر، لن يكون هناك تقدم مستدام في المنطقة الأوسع دون معالجة أطول احتلال في العصر الحديث.

وانهت بالقول :التغذية المتبادلة بين الظلم والإفلات من العقاب في حلقة لا نهاية لها من دمشق إلى غزة، ومن بيروت إلى رام الله..

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب