في مثل هذا اليوم: انتصار المسلمين التاريخي في موقعة أجنادين
معركة أجنادين
31/30 يوليو 634م.. 27 جمادي الأولى 13هـ
أجنادين.. اسم منطقة واقعة بين الرّملة وبيت جبرين، وقريبة من مدينة الفالوجة، وتجدر الإشارة إلى أنّ لفظ أجنادين يُقرَأ بفتح الدال أو كسرها.
1- معركة أجنادين على أرض فلسطين، هي أول لقاء كبير بين جيوش الإسلام والروم البيزنطيين في الصراع على الشام، وجرت قبل حوالي سنتين من اللقاء الفاصل والحاسم في معركة اليرموك عام (636م)
2- “خالد بن سعيد بن العاص” (رضي الله عنه) هو أول قائد مسلم، عقدَ له أبو بكر الصدّيق لواء فتح الشام، وأمره بأن يعسكر بجيشه في تيماء شمالي الحجاز، وأوصاه بعدم البدء في القتال إلا إذا قُوتل
3- ساندت القبائل العربية الكافرة قوات الروم: بهراء، وكلب، ولخم، وجذام، وغسان، وتكالبوا على (خالد بن سعيد)، ولم تكن قوات خالد تكفي لقتال الروم، فُهزمَ هزيمة قاسية في (مرج الصفر) في (4 من المحرم 13هـ = 11 من مارس 634م) واستشهد ابنه في المعركة.
4- يقول الدكتور طارق السويدان: أحزنت تلك الهزيمة سيدنا (أبو بكر الصديق)، فجمعَ كبار الصحابة لتبادل الرأي والمشورة، واستقر الرأي على دفع العدوان، ورد الروم الذين قد يغرّهم هذا النصر المفاجيء فيهددون أمن الدولة التي بدأت تستعيد أنفاسها بعد قضائها على حروب الرودة.
5- جهّزَ الخليفة أبو بكر الصدّيق (رضي الله عنه) أربعة جيوش عسكرية، واختار لها أكفأ قواده، واتجهوا جميعا لأماكن متفرّقة من الشام وفلسطين:
– الأول تحت قيادة “يزيد بن أبي سفيان”
– الجيش الثاني بقيادة “شرحبيل بن حسنة”،
– الجيش الثالث لـ “أبي عبيدة بن الجراح”،
– الجيش الرابع بقيادة “عمرو بن العاص”
6- أمرهم أبو بكر الصدّيق بأن يعاونوا بعضهم بعضًا، وإذا اجتمعوا معًا فالقيادة العامة لـ أبي عبيدة بن الجراح.
7- كان مجموع الجيوش كلها لا يتجاوز (30,000)، وأمرهم أبو بكر الصدّيق بأن يعاونوا بعضهم بعضًا، وإذا اجتمعوا معًا فالقيادة العامة لأبي عبيدة بن الجراح (رضي الله عنه)
8- (نجحت تلك الجيوش في التوغل في جنوبي الشام، واضطر قيصرهم إلى حشد ما يملك من قوات وعتاد حتى يدفع جيوش المسلمين التي أقبلت، ولما رأى المسلمون ما يحشده الروم من قوات ضخمة، أرسلوا إلى الصديق يخبرونه بحالهم ويطلبون منه المدد، فأمدهم بـعكرمة بن أبي جهل ومن معه من الرجال، وتجمّد الموقف دون قتال يحسم الموقف، في الوقت الذي كان فيه خالد بن الوليد في جبهة العراق ينتقل من نصر إلى نصر).
9- عندما تجمّد الموقف، وزادت المصاعب، قال أبو بكر الصديق كلمته التاريخية: (لأُنسيَن الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد)
10- ومَن غير سيف الله المسلول يستطيع أن يأتي بالعلاج الناجع، والفوز الحاسم، وتغيير خرائط البلدان..
عقمت النساء أن يلدن مثل خالد..
11- أرسلَ الخليفة أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد الذي كان بالعراق، وطلب منه أن يذهب بنصف جيشه إلى الشام حتى يلتقي بأبي عبيدة بن الجراح ومن معه، ويتسلّم القيادة العامة للجيوش كلها،
امتثل خالد بن الوليد لأوامر الخليفة، وخرج من الحيرة بالعراق في (8 من صفر 13 هـ = 14 من أبريل 634م) في تسعة آلاف جندي، فسار شمالاً ثم عرج حتى اجتاز صحراء السماوة في واحدة من أجرأ المغامرات العسكرية في التاريخ، وأعظمها خطرًا؛ حيث قطع أكثر من ألف كيلو متر في ثمانية عشر يومًا في صحراء مهلكة حتى نزل بجيشه أمام الباب الشرقي لدمشق، ثم سار حتى أتى أبا عبيدة بالجابية؛ فالتقيا ومضيًا بجيشهما إلى «بصرى».
12- كتبَ أبو بكر الصديق إلى أمير الجيوش “أبي عبيدة بن الجراح” يخبره بما أقدم عليه، وجاء في كتابه: (فإني قد ولّيت خالدًا قتال الروم بالشام، فلا تخالفه، واسمع له وأطع أمره، فإني قد وليته عليك، وأنا أعلم أنك خير منه، ولكن ظننتُ أن له فطنة في الحرب ليست لك، أراد الله بنا وبك سبل الرشاد والسلام عليك ورحمة الله)
13- تجمّعت الجيوش كلها تحت قيادة خالد بن الوليد، وحاصر “بُصرى” حصارًا شديدًا واضطرت إلى طلب الصلح ودفع الجزية، فأجابها خالد إلى الصلح وفتحها الله على المسلمين.
14- بعد سقوط بُصرى، استنفر هرقل قواته، وجهّز جيشًا ضخمًا، ووجّهه إلى أجنادين، جنوب فلسطين، وانضم إليه نصارى العرب والشام.
15- كان عدد المقاتلين في معركة اجنادين:
الروم (90,000) مقاتل
عدد المسلمين (32,000) مقاتل.
16- وضعَ خالد بن الوليد، على الميمنة “معاذ بن جبل”، وعلى الميسرة “سعيد بن عامر”، وعلى المشاة في القلب “أبا عبيدة بن الجراح”،
وعلى الخيل “سعيد بن زيد”
17- أقبل خالد يمر بين الصفوف لا يستقر في مكان، يحرّض الجند على القتال، ويحثهم على الصبر والثبات، ويشد من أزرهم، حتى إن إشارة البدء للجيش الإسلامي، كانت قتال خالد بن الوليد نفسه، وكانت كلمات خالد الخالدة للجنود: (اتقوا الله عباد الله، قاتلوا في الله من كفرَ بالله، ولا تنكصوا على أعقابكم، ولا تهنوا من عدوكم، ولكن أقدموا كإقدام الأسد وأنتم أحرار كرام، فقد أبيتم الدنيا واستوجبتم على الله ثواب الآخرة، ولا يهولكم ما ترون من كثرتهم، فإن الله منزّل عليهم رجزه وعقابه، ثم قال: أيها الناس إذا أنا حملت فاحملوا).
18- وانتصر الجيش الإسلامي انتصارًا عظيمًا، ووصل الجيش الإسلامي -كما خطط خالد بن الوليد- إلى خيمة قائدهم العام، الذي قال: “والله ما رأيت يومًا في الدنيا أشدَّ عليَّ من هذا”، وكانت آخر كلماته إذ اجتُثَّ رأسه بعد هذه الكلمة.
19- قتلَ المسلمون وأسروا ثلث جيش الروم، حسب المصادر التاريخية، وبمجرد أن قُتِلَ قائدهم، لم يكن من بقية الجيش إلا أن فرُّوا في الطرق المتشعبة الكثيرة الموجودة حول أجنادين، ولكن الجيش الإسلامي لم يتركهم، بل أخذوا في تتبعهم في هذه الطرق (قتلاً وأسرًا).
20- تظل “أجنادين” من أهم معارك التاريخ الإسلامي، وبداية اندحار إمبراطورية الروم، وزوالها للأبد، بعد ذلك، في سلسلة معارك انتصر المسلمون فيها كلها..
………
يسري الخطيب